عن أبي موسى الأشعري رضي الله
عنه قال: خَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى زَمَانِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم،
فَقَامَ فَزِعًا يَخْشَى أَنْ تَكُونَ السَّاعَةُ حَتَّى أَتَى الْمَسْجِدَ،
فَقَامَ فَصَلَّى بِأَطْوَلِ قِيَامٍ وَسُجُودٍ، مَا رَأَيْتُهُ يَفْعَلُهُ فِي
صَلاَتِهِ قَطُّ، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ هَذِهِ الآْيَاتِ الَّتِي يُرْسِلُهَا اللهُ
عز وجل لاَ تَكُونُ لِمَوْتِ أَحَدٍ، وَلاَ لِحَيَاتِهِ، وَلَكِنَّ اللهَ
يُرْسِلُهَا، يُخَوِّفُ بِهَا عِبَادَهُ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْهَا شَيْئًا،
فَافْزَعُوا إِلَى ذِكْرِ الله، وَدُعَائِهِ، وَاسْتِغْفَارِهِ»([1]).
«ثُمَّ انْصَرَفَ
وَقَدْ تَجَلَّتِ الشَّمْسُ»؛ كما ذكرنا أن نهاية صلاة الكسوف بنهاية الكسوف، وأنه
ينبغي للإمام أن يترسل في الصلاة، ولا يستعجل.
«وفي لفظ: «فَاسْتَكْمَلَ
أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ وَأَرْبَع سَجَدَات»»، أربع ركعات في ركوعين، وأربع سجدات
في ركوعين أيضًا.
«فَقَامَ فَزِعًا»، هذا دليل على أن الكسوف يخشى أن يحصل عنده عقوبة من الله سبحانه وتعالى، أن تقوم الساعة، وهذا فيه دليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم متى تقوم الساعة، لا يعلمها إلاَّ الله جل وعلا: ﴿يَسَۡٔلُكَ ٱلنَّاسُ عَنِ ٱلسَّاعَةِۖ قُلۡ إِنَّمَا عِلۡمُهَا عِندَ ٱللَّهِۚ وَمَا يُدۡرِيكَ لَعَلَّ ٱلسَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا﴾ [الأحزاب: 63]، فالله جل وعلا هو الذي يعلم متى تقوم الساعة، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم وجميع الرسل والملائكة لا يعلمون متى تقوم الساعة، وهي قيامها من مفاتح الغيب، التي لا يعلمها إلاَّ هو، وقد ذكرت في آخر لقمان: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ عِندَهُۥ عِلۡمُ ٱلسَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ ٱلۡغَيۡثَ وَيَعۡلَمُ مَا فِي ٱلۡأَرۡحَامِۖ وَمَا تَدۡرِي نَفۡسٞ
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1059)، ومسلم رقم (912).