التي كانت في الحراسة، فصلت معه الركعة الثانية،
ثم ثبت جالسًا، وقاموا، وأتموا لأنفسهم، ثم سلم بهم، وهذا من العدل؛ الطائفة
الأولى حضرت معه تكبيرة الإحرام، وأتمت لنفسها، والطائفة الثانية حضرت معه
التسليم، وأتمت لنفسها، هذه من صفات صلاة الخوف.
وفي بعض الروايات: أنه صلى بالطائفة
الأولى ركعتين، وسلم، ثم جاءت الطائفة الثانية، فصلى بهم ركعتين، وسلم، فتكون
للإمام أربع ركعات، ولكل طائفة ركعتان.
وفي بعض الروايات: أنه صلى بطائفة ركعة وسلم، ثم صلى بالطائفة الثانية ركعة وسلم، فتكون صلاة الخوف ركعة واحدة، فهذا محمول على تعدد الأحوال، تعدد الصفات لتعدد الأحوال، وأن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في كل حالة بما يناسبها، وهذا يدل على أهمية الصلاة، وأنها لا تسقط بحال، ومما يدل على كمال هذا الدين وكمال تشريعه، هذه الصلاة العجيبة، وهذا النظام العجيب، هذا بهر الكفار، لما رأوه بهرهم، هم كانوا يهمون لمَّا المسلمين إذا دخلوا في الصلاة يهجمون عليهم، فلما رأوا هذا التنظيم العظيم، بهرهم هذا، وأوقفهم عند حدهم، فهذا من حكمة الله سبحانه وتعالى، هذا من حكمة الله عز وجل أنهم يصلون ويحرسون، وفيه أن المسلمين يأخذون حذرهم، وما يقولون: والله نحن مسلمون سيدافع الله عنا، يدافع الله، لكن مع فعل الأسباب، يدافع مع فعل الأسباب، أما أننا نترك الأسباب، ونقول: الله يدافع عنا. هذا من العجز، ولهذا قال سبحانه وتعالى: ﴿وَلۡتَأۡتِ طَآئِفَةٌ أُخۡرَىٰ لَمۡ يُصَلُّواْ فَلۡيُصَلُّواْ مَعَكَ وَلۡيَأۡخُذُواْ