عن عبد الله بن عباس رضي الله
عنهما: «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى عَلَى قَبْرٍ بَعْدَمَا
دُفِنَ، فَكَبَّرَ عَلَيْهِ أَرْبَعًا»([1]).
هذا فيه الصلاة على
القبر لمن لم يصلى عليه قبل الدفن، فإنه يصلي على قبره كصلاته على جنازته قبل
الدفن، يقف على قبره، ويجعله بينه وبين القبلة، ويستقبل القبلة، ويصلي عليه كما
يصلي على جنازته، والنبي صلى الله عليه وسلم صلى على القبر؛ لأنه لم يصلى عليه قبل
الدفن، وهذا تكرر منه صلى الله عليه وسلم في قصة امرأة كانت تقم المسجد، أمة
سوداء، فتوفيت ليلاً، فلم يخبروا عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، كأنهم تقالوا
شأنها، فجهزوها، ودفنوها، ثم فقدها النبي صلى الله عليه وسلم، فسأل عنها، قالوا:
إنها ماتت، فقال: «دُلُّونِي عَلَى قَبْرِهَا»، فدلوه على قبرها، فصلى عليه
صلى الله عليه وسلم، وقال: «أَفَلاَ آذَنْتُمُونِي؟»([2])؛ يعني: علمتموني،
ومرة انتهى إلى قبر رطب - يعني: حديث الدفن -، ولم يسبق أن صلى عليه قبل الدفن،
فصلى عليه صلى الله عليه وسلم، هذا فيه حرص النبي صلى الله عليه وسلم على الصحابة،
وحرصه على نفعهم أحياء وأمواتًا صلى الله عليه وسلم.
«وَكَبَّرَ
أَرْبَعًا»، تكاثرت الأحاديث أن التكبير على الجنازة أربع.
*****
([1]) أخرجه: مسلم رقم (954).
الصفحة 11 / 670