ويحضر الموالد، ويحضر الاحتفالات. كما يقول الخرافيون. الله جل وعلا قال له: ﴿إِنَّكَ مَيِّتٞ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ﴾ [الزمر: 30]، وقال سبحانه: ﴿كُلُّ نَفۡسٖ ذَآئِقَةُ ٱلۡمَوۡتِۖ ثُمَّ إِلَيۡنَا تُرۡجَعُونَ﴾ [العنكبوت: 57]، لم يستثن الأنبياء ولا غيرهم، وقال جل وعلا: ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٞ قَدۡ خَلَتۡ مِن قَبۡلِهِ ٱلرُّسُلُۚ أَفَإِيْن مَّاتَ أَوۡ قُتِلَ ٱنقَلَبۡتُمۡ عَلَىٰٓ أَعۡقَٰبِكُمۡۚ﴾ [آل عمران: 144]، فدل أنه سيموت صلى الله عليه وسلم، وقد مات، ولكنه حي في قبره حياة برزخية، ليست مثل حياته على وجه الأرض؛ كالشهداء أحياء في قبورهم بنص القرآن، لكنها حياة أخروية، ليست كحياة الدنيا، ولهذا تزوج نساؤهم، وتقسم أموالهم، ولهذا لا يسألون عن شيء، الصحابة كان يشكل عليهم الأمور، حدثت عندهم حوادث، وما كانوا يذهبون إلى الرسول في قبره ويسألونه، وإنما كانوا يجتهدون فيما بينهم، ويتساءلون فيما بينهم، ويحلون المشاكل التي تحدث، وما كانوا يذهبون إلى قبر الرسول صلى الله عليه وسلم يسألونه، ولو كان حيًا كالحياة على وجه الأرض، لذهبوا إليه يسألونه، وما بينهم وبينه إلاَّ مسافة يسيرة، ومع هذا ما كانوا يذهبون إليه، بل كانوا يجتمعون ويتداولون الرأي، ويتذاكرون ما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم في القضية، ثم يعملون بذلك، الرسول صلى الله عليه وسلم ميت كغيره من البشر، أما أنه حي في قبره، نعم، إذا كان الشهداء أحياء في قبورهم، والأنبياء أعظم من الشهداء، فالأنبياء يكونون أولى بالحياة في قبورهم، لكنها حياة لا يعلمها إلاَّ الله سبحانه وتعالى، حياة برزخية تختلف عن حياتهم على وجه الأرض، ولذلك كفن صلى الله عليه وسلم كما يكفن غيره، ولو كان حيًا، لم يكفن، ولم يدفن،