وفي رواية يقول: «أَصْغَرُهُمَا
مِثْلُ أُحُدٍ»، هذا أصغرهما، يقول: «أَصْغَرُهُمَا مِثْلُ أُحُدٍ»،
جبل أحد معروف، جبل عظيم كبير، فهذا فضل عظيم في الصلاة على جنازة المسلم، وفي تشييعها
وحضور دفنها، وهذا من حقوق المسلمين بعضهم على بعض، وهذا من محاسن هذا الدين؛ أن
المسلمين يحسنون إلى ميتهم، فيتولون جنازته، ويجهزونه بالتغسيل والتكفين، ويصلون
عليه، ويدعون له، ويمشون معه إلى المقبرة، ويحضرون دفنه، هذا من فضائل هذا الدين،
فالمسلم عزيز عند الله سبحانه وتعالى، حيًا وميتًا.
ففي هذا: الحث على الصلاة
على جنازة المسلم، والحث على تشييعها، وهذا من حقوق المسلم على أخيه المسلم، فليس
المسلم إذا مات انتهى حقه، بل له حق عند الموت؛ من تجهيزه، والصلاة عليه، ودفنه،
وأيضًا زيارة قبره، والسلام عليه، هذا من حقوقه، والدعاء له بعد دفنه، وكذلك
الاستغفار له، والصدقة عنه، كل هذا مما ينفع الله به الميت بعد موته، وما تنتهي
العلاقة بين المسلمين بالموت، ولهذا يقول جل وعلا: ﴿وَٱلَّذِينَ
جَآءُو مِنۢ بَعۡدِهِمۡ يَقُولُونَ رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا وَلِإِخۡوَٰنِنَا
ٱلَّذِينَ سَبَقُونَا بِٱلۡإِيمَٰنِ وَلَا تَجۡعَلۡ فِي قُلُوبِنَا غِلّٗا
لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ رَبَّنَآ إِنَّكَ رَءُوفٞ رَّحِيمٌ﴾ [الحشر: 10]، فهذا فيه دليل على
أن المسلم يدعو لإخوانه، ويستغفر لهم، وإن كانوا في أول الخليقة من آدم إلى آخر
الدنيا، المسلمون إخوة، وإن تباعدت الأزمان أو البلدان، فهم إخوة، ولو كانوا
أمواتًا وأحياء.
*****
الصفحة 21 / 670