عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ شَهِدَ الْجَنَازَةَ حَتَّى يُصَلَّى
عَلَيْهَا فَلَهُ قِيرَاطٌ، وَمَنْ شَهِدَهَا حَتَّى تُدْفَنَ فَلَهُ
قِيرَاطَانِ»، قِيلَ: وَمَا الْقِيرَاطَانِ؟ قَالَ: «مِثْلُ الْجَبَلَيْنِ الْعَظِيمَيْنِ»([1]).
ولمسلم: «أَصْغَرُهُمَا مِثْلُ
أُحُدٍ»([2]).
*****
لا فضل لعربيهم على
عجميهم إلاَّ بالتقوى، المسلمون إخوة، وما يجوز أن الإنسان يعتزي بقبيلته على أخيه
المسلم، فكل أمور الجاهلية محرمة، وهذا الحديث ذكر ثلاث خصال: «لَيْسَ مِنَّا
مَنْ ضَرَبَ الخُدُودَ، وَشَقَّ الجُيُوبَ، وَدَعَا بِدَعْوَى الجَاهِلِيَّةِ».
هذا فيه: فضل الصلاة على
الجنازة والسير معها إلى المقبرة وحضور دفنها.
فيه: حقان من حقوق
المسلمين؛ الأول: الصلاة على ميتهم، والدعاء له، والحق الثاني: تشييعه، وحضور
دفنه.
وفيه: بيان الأجر الذي يحصل على هذا، فمن صلى على الجنازة وانصرف، له قيراط، ومن صلى عليها وحضر دفنها، فله قيراطان، القيراط مقدار معروف عند العرب، وهو يسير عند العرب، قيراط: هو ثلث الثمن، صغير جدًا، لكن القيراط في هذا الحديث غير القيراط المعروف عند الناس؛ لأن أمور الآخرة ليست مثل أمور الدنيا، القيراط الواحد مثل الجبل العظيم، تخيل أعظم جبل، القيراط في الآخرة مثله،