عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«مَنْ نَسِيَ وَهُوَ صَائِمٌ، فَأَكَلَ أَوْ شَرِبَ، فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ،
فَإِنَّمَا أَطْعَمَهُ اللهُ وَسَقَاهُ»([1]).
من المعلوم أن الأكل والشرب يبطلان الصيام إذا تعمدهما، الله جل وعلا يقول: ﴿وَكُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ٱلۡخَيۡطُ ٱلۡأَبۡيَضُ مِنَ ٱلۡخَيۡطِ ٱلۡأَسۡوَدِ مِنَ ٱلۡفَجۡرِۖ ثُمَّ أَتِمُّواْ ٱلصِّيَامَ إِلَى ٱلَّيۡلِۚ وَلَا تُبَٰشِرُوهُنَّ وَأَنتُمۡ عَٰكِفُونَ فِي ٱلۡمَسَٰجِدِۗ تِلۡكَ حُدُودُ ٱللَّهِ فَلَا تَقۡرَبُوهَاۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ ءَايَٰتِهِۦ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمۡ يَتَّقُونَ﴾ [البقرة: 187]؛ أي الإمساك عن الطعام والشراب والمفطرات ﴿إِلَى ٱلَّيۡلِۚ﴾، والليل معناه: غروب الشمس - كما يأتي -؛ يعني: إلى بداية الليل، والليل يبدأ بغروب الشمس، فإن أكل أو شرب متعمدا، بطل صيامه، وإن أكل أو شرب ناسيا، لم يبطل صيامه، ويستمر على صيامه، والحمد لله لهذا الحديث: «مَنْ نَسِيَ وَهُوَ صَائِمٌ، فَأَكَلَ أَوْ شَرِبَ، فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ، فَإِنَّمَا أَطْعَمَهُ اللهُ وَسَقَاهُ»، وهذا مأخوذ من قوله تعالى: ﴿رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذۡنَآ إِن نَّسِينَآ أَوۡ أَخۡطَأۡنَاۚ﴾ [البقرة: 286]، ومن قوله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الله وَضَعَ عَنْ أُمَّتِي الْخَطَأَ، وَالنِّسْيَانَ، وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ»([2])، فإذا نسي، فأكل أو شرب، فإنه لا يؤثر ذلك على صيامه، هذا دلالة المنطوق، ودلالة المفهوم أنه إن تعمد الأكل والشرب، بطل صيامه.