×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

 يقول: «هَلَكْتُ»، وفي رواية: «هَلَكْتُ وَأَهْلَكْتُ»([1])، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «مَا أَهْلَكَكَ؟» فيه دليل على أن المفتي يستفصل من المستفتي: «مَا أَهْلَكَكَ؟» قَالَ: «وَقَعْتُ عَلَى امْرَأَتِي وَأَنَا صَائِمٌ»، وفي رواية: «أَصَبْتُ أَهْلِي فِي رَمَضَانَ»؛ يعني: إنه جامع زوجته، ولكنه من باب الأدب كنى عن ذلك بالإصابة، أو بالوقوع على أهله، ولم يقل: جامعت. لأن هذا اللفظ فيه كراهية، فهو عبر عنه بالمعنى، وهكذا في القرآن وفي السنة التعبير عن الأشياء التي يستحيا من ذكرها بالكناية، قال: «وَقَعْتُ عَلَى امْرَأَتِي وَأَنَا صَائِمٌ»، هذا فيه دليل: على أن الجماع يبطل الصيام؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أقره على قوله: «هَلَكْتُ»، أقره على ذلك، وأن من جامع أهله متعمدًا أو أكل أو شرب وهو صائم، فقد عصى الله سبحانه وتعالى، واستحق العقوبة، فالرجل جاء تائبًا ونادمّا وخائفًا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفي هذا بيان ضرورة الرجوع إلى أهل العلم عند المشكلات ومسائل العلم يرجع إلى العلماء، وما يرجع إلى المتعالمين، أو إلى العوام، أو المبتدئين في طلب العلم، بل يرجع إلى أهل العلم والتمكن من الفقه؛ حتى يعرفوا الحكم الشرعي؛ لأن بعض الناس الآن يستفتون أي واحد: إمام مسجد، أو مؤذن. والعلماء موجودون، ولا يذهب إليهم، أو يرى واحدًا يقرأ في كتاب، أو يرى واحدًا يتكلم، ويعظ، ويذكر، ويقول إنه عالم، فيسأله في المسائل الكبيرة العظيمة، فيفتيه، المشكلة أنه يفتيه، فيقع في الحرج، وقد يكون طلاقا، وقد يكون


الشرح

([1])  أخرجه: البيهقي رقم (8063).