×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

عَذَابٌ أَلِيمٌ [المجادلة: 3- 4]، هذه كفارة الظهار، وهي كفارة الجماع في نهار رمضان.

ودل على أنها على الترتيب:

أولاً: العتق، فمن لم يجد ولم يقدر على العتق، يصوم شهرين متتابعين، فمن لم يستطع، فإنه يطعم ستين مسكينًا.

المسألة الثانية: فيه - كما ذكرنا - مساعدة المسلم، إذا وجب عليه مال، ولا يستطيع القيام به، فإنه يساعد من المحسنين.

المسألة الثالثة: فيه كرم أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم، وسعة حلمه.

المسألة الرابعة: فيه الرفق بالمستفتي إذا اعترف بخطئه، فلو أن الرسول صلى الله عليه وسلم وبخه مع ما جاء به من خوف، لو أن الرسول وبخه مع أنه جاء خائفا يرتجف، فماذا تكون حاله؟ ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم رفق به، حتى ذهب ما يجده من الخوف، فهذا فيه الرفق بالمستفتي؛ حتى يطمئن، إذا جاء خائفا وتائبا، فإنه لا ينفر عن التوبة ولا يغلظ عليه، إنما التغليظ للذي لم يتب، هذا هو الذي يغلظ عليه، أما إنسان اعترف، وجاء تائبا، فإنه يرفق به، ويرغب في التوبة.

المسألة الخامسة: فيه أن من عجز عن الكفارة، تسقط عنه؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يأمره بأن يكفر إذا استطاع.

قوله: «الحرة: أرض تركبها حجارة سود»، هذا شيء معلوم.

*****


الشرح