ويرفع صوته بالضحك؛
كما يفعل السفهاء والناس الذين ليس عندهم آداب، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى
بدت نواجزه من حال هذا الرجل: كيف جاء خائفا مشفقا، وفي النهاية طمع بالتمر، هذا
عجب وحلم من الرسول صلى الله عليه وسلم، فقال له: «أَطْعِمْهُ أَهْلَكَ».
فهذا الحديث فيه
مسائل:
المسألة الأولى: فيه أن الجماع في
رمضان مبطل للصيام، وذلك لقوله تعالى: ﴿فَٱلۡـَٰٔنَ بَٰشِرُوهُنَّ
وَٱبۡتَغُواْ مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَكُمۡۚ وَكُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ حَتَّىٰ
يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ٱلۡخَيۡطُ ٱلۡأَبۡيَضُ مِنَ ٱلۡخَيۡطِ ٱلۡأَسۡوَدِ مِنَ ٱلۡفَجۡرِۖ
ثُمَّ أَتِمُّواْ ٱلصِّيَامَ إِلَى ٱلَّيۡلِۚ وَلَا تُبَٰشِرُوهُنَّ وَأَنتُمۡ
عَٰكِفُونَ فِي ٱلۡمَسَٰجِدِۗ تِلۡكَ حُدُودُ ٱللَّهِ فَلَا تَقۡرَبُوهَاۗ
كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ ءَايَٰتِهِۦ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمۡ يَتَّقُونَ﴾ [البقرة: 187]، فدل على أن من جملة
ما يتجنبه الصائم في نهار الصيام الجماع، ودل على أن الجماع يبطل الصيام، ويوجب
الكفارة؛ لأن مبطلات الصوم على قسمين:
قسم يبطل الصيام، ولا يوجب الكفارة؛
مثل: الأكل والشرب متعمدا، هذا يبطل الصيام، ويلزم بالقضاء، ولكن ليس فيه كفارة.
والقسم الثاني: ما يبطل الصيام، ويوجب الكفارة، وهو الجماع، يبطل الصيام، ويوجب الكفارة، والكفارة دل هذا الحديث على أنها هي كفارة الظهار، التي قال الله جل وعلا: ﴿وَٱلَّذِينَ يُظَٰهِرُونَ مِن نِّسَآئِهِمۡ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُواْ فَتَحۡرِيرُ رَقَبَةٖ مِّن قَبۡلِ أَن يَتَمَآسَّاۚ ذَٰلِكُمۡ تُوعَظُونَ بِهِۦۚ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرٞ ٣ فَمَن لَّمۡ يَجِدۡ فَصِيَامُ شَهۡرَيۡنِ مُتَتَابِعَيۡنِ مِن قَبۡلِ أَن يَتَمَآسَّاۖ فَمَن لَّمۡ يَسۡتَطِعۡ فَإِطۡعَامُ سِتِّينَ مِسۡكِينٗاۚ ذَٰلِكَ لِتُؤۡمِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦۚ وَتِلۡكَ حُدُودُ ٱللَّهِۗ وَلِلۡكَٰفِرِينَ