×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

من وجب عليهم كفارة وهم لا يستطيعون، أو وجبت عليهم غرامة وهم لا يستطيعونها؛ أنهم يساعدون، ويعانون على أداء ما وجب عليهم، قال صلى الله عليه وسلم: «خُذْ هَذَا، فَتَصَدَّقْ بِهِ»؛ يعني: على ستين مسكين، فالرجل طمع، انظر - سبحان الله - جاء خائفًا ووجلا، ولما جاء التمر، طمع، وذلك لحلم رسول الله صلى الله عليه وسلم وكرم أخلاقه صلى الله عليه وسلم، فالرسول رفق به، مع أنه جامع في رمضان، ومع هذا رفق به، ولا عنفه؛ لأنه جاء معترفًا تائبًا، فلا يجوز أنه يعنف ويزجر، فأخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم وسعت هذا الرجل وغيره؛ كما قال جل وعلا: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٖ [القلم: 4]، فطمع الرجل، وقال: «عَلَى أَفْقَرَ مِنِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَوَالله مَا بَيْنَ لاَبَتَيْهَا»؛ يعني: في المدينة، «فَوَالله مَا بَيْنَ لاَبَتَيْهَا»؛ يعني: الحرتين الشرقية والغربية؛ لأن المدينة تقع بين حرتين، والحرة: هي الأرض التي تعلوها الحجارة السوداء، هذه الحرة، الحرة هي الأرض التي تعلوها حجارة سوداء، فالمدينة تقع بين حرتين: الحرة الشرقية، والحرة الغربية، وتسميان باللابتين.

«فَوَالله مَا بَيْنَ لاَبَتَيْهَا - يُرِيدُ الحَرَّتَيْنِ - أَهْلُ بَيْتٍ أَفْقَرُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَطْعِمْهُ أَهْلَكَ»»؛ أولاً: الرسول صلى الله عليه وسلم ضحك، هذا من كرم أخلاقه صلى الله عليه وسلم، ضحك حتى بدت نواجزه، هذا نهاية ضحك النبي صلى الله عليه وسلم، الرسول صلى الله عليه وسلم وما يقهقه، إذا ضحك لا يرتفع صوته بالضحك، وإنما غالب ضحكه التبسم، فإذا بالغ في ذلك، بدت نواجزه وهي أضراسه صلى الله عليه وسلم، هذا نهاية ضحكه صلى الله عليه وسلم، ولم يكن يقهقه،


الشرح