×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

كتاب الصيام 

قال رحمه الله: «كتاب الصيام»، لما فرغ من الأركان الثلاثة، التي هي الشهادتان، والصلاة، والزكاة، أما الركن الأول - وهو الشهادتان -، فهذا في كتب العقائد، لم يذكره هنا بناء على أن له كتبا خاصة، لأهمية هذا الركن، فإنه خص بكتب خاصة، وشأن الفقيه أن يذكر العبادات: الصلاة، والزكاة، والصيام، والحج، هذه العبادات، وهو ذكر الصلاة والزكاة، وانتقل إلى الركن الرابع، وهو الصيام، والمراد: صيام شهر رمضان، وكذلك صيام التطوع، والصيام في اللغة: هو الإمساك؛ الإمساك عن الكلام - مثلاً - يسمى صيامًا؛ كما أمر الله - سبحانه - مريم أن تقول: ﴿فَقُولِيٓ إِنِّي نَذَرۡتُ لِلرَّحۡمَٰنِ صَوۡمٗا فَلَنۡ أُكَلِّمَ ٱلۡيَوۡمَ إِنسِيّٗا [مريم: 26] يعني: عن الكلام، وكذلك الإمساك عن المشي، فالواقف يسمى صائما؛ أي عن الحركة في المشي؛ كما قال الشاعر:

خيل صيام وخيل غير صائمة *** تحت العجاج وأخرى تعلك اللجما

 فقوله: «خيل صيام»؛ يعني: ممسكات عن المشي، مربوطات.

ومنه قول امرئ القيس في معلقته:

كان الثريا علقت في مصامها *** بأمراس كتان إلى صم جندل

 «في مصامها»؛ يعني: كأن الثريا واقفة لا تتحرك، ولا تمشي من طول الليل عليه، حتى كأن الثريا مربوطة بأمراس من الكتان، لا تتحرك.


الشرح