وأما الصيام في
الشرع: فهو الإمساك عن المفطرات بنية من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس، هذا هو
الصيام شرعًا، ولا بد أن يكون معه نية، أما لو أمسك عن الأكل والشرب والمفطرات بدون
نية، فهذا يسمى صيامًا في اللغة، لكن لا يسمى صيامًا في الشرع؛ لأن الأعمال لا تصح
إلاَّ بالنية؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ،
وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى»([1])، ولهذا الأطباء إذا
أرادوا أن يحللوا للشخص، يقولون له: تصوم؛ يعني: لا تأكل، ولا تشرب؛ حتى يؤخذ
التحليل، يقولون له: صم، يعني: صيامًا لغويًّا، وليس بصيام شرعي.
وصيام شهر رمضان: هو أحد أركان الإسلام، وهو الركن الرابع، قد فرض على النبي صلى الله عليه وسلم في السنة الثانية من الهجرة، وصام صلى الله عليه وسلم تسعة رمضانات، ثم توفي صلى الله عليه وسلم، وصوم شهر رمضان واجب بالكتاب والسنة والإجماع، قال الله تعالى: ﴿فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهۡرَ فَلۡيَصُمۡهُۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوۡ عَلَىٰ سَفَرٖ فَعِدَّةٞ مِّنۡ أَيَّامٍ أُخَرَۗ يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلۡيُسۡرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ ٱلۡعُسۡرَ وَلِتُكۡمِلُواْ ٱلۡعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَىٰكُمۡ وَلَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ﴾ [البقرة: 185]، قبلها قال الله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ﴾ [البقرة: 183]؛ ﴿كُتِبَ﴾ يعني: فرض، فرض عليكم الصيام، ومن السنة أحاديث كثيرة، يذكر بعضها المؤلف في هذا الباب، والإجماع منعقد، إجماع ضروري على فرضية صيام شهر رمضان، فمن أنكر الفرضية، وقال: إن الصيام
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1)، ومسلم رقم (1907).