عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
أَوْصَانِي خَلِيلِي صلى الله عليه وسلم بِثَلاَثٍ: «صِيَامِ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ
مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَرَكْعَتَيِ الضُّحَى، وَأَنْ أُوتِرَ قَبْلَ أَنْ أَنَامَ»([1]).
ويؤخذ من الحديثين:
النهي عن الغلو في العبادة؛ في الصيام، أو في الصلاة، وأن المطلوب الاعتدال بين
الإفراط والتفريط، وأن سنة الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - سنتهم الاعتدال؛ بين
الإفراط والتفريط، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «لَكِنِّي أَصُومُ
وَأُفْطِرُ، وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ، وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ
سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي»([2])، فسنة الأنبياء هي
الاعتدال بين الإفراط والتفريط، بين الغلو والتشدد وبين التساهل، فالمسلم يكون
معتدلاً في عباداته، الفرائض لابد من أدائها، والنوافل يكون الإنسان معتدلاً فيها،
والفرائض - والحمد لله - هي على الاعتدال، الفرائض على الاعتدال، والنوافل يعتدل
الإنسان فيها؛ فلا يتركها نهائيًا، ولا يبالغ ويجهد نفسه فيها، بل يعتدل، و «أَحَبّ
الْعَمَلِ إِلَى اللهِ أَدْوَمُهُ وَإِنْ قَلَّ»([3])، فالقليل إذا داوم
عليه الإنسان أفضل من الكثير الذي يتركه، وينقطع عنه.
أبو هريرة رضي الله عنه الصحابي الجليل راوية الإسلام، الذي حفظ السنة، حفظ الأحاديث الكثيرة، فهو صحابي جليل، وحافظ من حفاظ الأحاديث، وأكثر الصحابة حفظًا، إلاَّ ما كان من عبد الله بن عمرو بن
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1981)، ومسلم رقم (721).