×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

 وما يتكلمون إلاَّ إذا قيل لهم: تكلموا، وهكذا...، وأنهم أصحاب مناصب وأصحاب كراس، إلى غير ذلك من الأمور، وهذا من الشيطان؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «خَشِيتُ أَنْ يَقْذِفَ فِي قُلُوبِكُمَا شَرًّا»، هذا من الشيطان، فكيف نطيع الشيطان في علمائنا؟! ولما قال جماعة: «مَا رَأَيْنَا مِثْلَ قُرَّائِنَا هَؤُلاَءِ أَرْغَبَ بُطُونًا، وَلاَ أَكْذَبَ أَلْسنةً، وَلاَ أَجْبَنَ عِنْدَ اللِّقَاءِ»، أنزل الله تعالى: ﴿وَلَئِن سَأَلۡتَهُمۡ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلۡعَبُۚ قُلۡ أَبِٱللَّهِ وَءَايَٰتِهِۦ وَرَسُولِهِۦ كُنتُمۡ تَسۡتَهۡزِءُونَ ٦٥ لَا تَعۡتَذِرُواْ قَدۡ كَفَرۡتُم بَعۡدَ إِيمَٰنِكُمۡۚ إِن نَّعۡفُ عَن طَآئِفَةٖ مِّنكُمۡ نُعَذِّبۡ طَآئِفَةَۢ بِأَنَّهُمۡ كَانُواْ مُجۡرِمِينَ [التوبة: 65- 66]، فالواجب على المسلم أن يمسك لسانه عن الغيبة والنميمة مطلقًا، ولاسيما غيبة العلماء وولاة الأمور، وقادة الأمة الإسلامية يجب أن يحترموا، وأن تصاب أعراضهم؛ لتبقى الثقة بهم، وغرض الشيطان وغرض المنافقين هو زعزعة المجتمع ونزع الثقة من العلماء، إذا لم يوثق بالعلماء، من يوثق به؟! وما بقي ثقة، العلماء هم قادة الأمة، وهم مرجع الأمة، فإذا نزعنا الثقة منهم، فماذا يبقى للأمة -ولا حول ولا قوة إلاَّ بالله- ؟ فهذا يجب التنبه له، والحذر منه، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم خافه على أفضل الناس، وهم الصحابة رضي الله عنهم.

وفيه: أن الإنسان يدفع التهمة عن نفسه، وأنه لا يقع في مواطن التهم، بل يبتعد عنها، ويدفع التهمة عن نفسه.

*****


الشرح