عليهما من الشيطان، وإلا فهما صحابيان جليلان، ولكن الشيطان خطره عظيم على المسلم مهما كان، فخشي الرسول صلى الله عليه وسلم أن يوقع في قلوبهما شيئًا من الاستغراب، فأراد أن يزيل هذا، فدل هذا على أن اتهام العلماء والكلام فيهم أنه من الشيطان، أنه لا يجوز أن يتكلم في أعراض العلماء، وأن يتهموا بما ليس فيهم، وحتى لو وقع من أحدهم ما يجر إلى التهمة، فإن العلماء لهم مكانتهم ولهم فضلهم، فلا يجوز الكلام فيهم؛ لأن الشيطان هو الذي يدعو إلى هذا، وما ترون اليوم من الوقيعة في أعراض العلماء - خصوصًا بين الشباب والجهال -، وأن المجالس الآن مستعرة بالنيران والكلام في أعراض العلماء، والاتهام لهم، وهذا من الشيطان، فإذا كان علماء الأمة يتناولون في المجالس، ويتكلم فيهم، فهذا من الشيطان، يريد أن يفرق بين الأمة، وأن ينزع الثقة من العلماء، فيجب الحذر من هذا غاية الحذر؛ فإن هذا غيبة، والغيبة محرمة وكبيرة من كبائر الذنوب، وأيضًا زيادة على الغيبة أن فيه إسقاطًا لهيبة العلماء، وتقليلاً من شأنهم؛ فلا يثق الناس فيهم إذا صاروا حديث المجالس، وهذا ما يريده الشيطان والمنافقون في كل زمان، فعلينا أن نسد هذا الطريق، وأن نحترم علماءنا، وأن نرد عن أعراضهم، ولا نسمح لأي واحد أن يتكلم في مجلس من المجالس، ولنا قدرة على رده، أو أن نقوم ونترك المجلس؛ لأن هذا شر، يفتح على الأمة شرًا - ولا حول ولا قوة إلاَّ بالله العلي العظيم -، يتكلمون في العلماء أنهم علماء سلطة، وأنهم مضغوط عليهم، وأنهم