جائز، ولا يؤثر على الاعتكاف، ولكن بشرط أن يكون
حديثًا قليلاً، وليس فيه محظور، ولا يأخذ كثيرًا من الوقت؛ لأنها تحدثت ساعة؛
يعني: جزءًا من الوقت، الساعة ليس المراد بها الستين دقيقة، لا، المراد بها الجزء
من الوقت، الجزء اليسير من الوقت يسمى ساعة، تحدثت معه ساعة، فدل على جواز زيارة
المعتكف، والجلوس عنده، والتحدث معه، وفيه حسن عشرته صلى الله عليه وسلم مع نسائه.
«ثُمَّ قَامَتْ
تَنْقَلِبُ»؛ يعني: تذهب إلى بيتها.
«فَقَامَ النَّبِيُّ
صلى الله عليه وسلم مَعَهَا يَقْلِبُهَا»؛ يعني: يردها إلى بيتها،
فهذا دليل على أن المرأة لا تمشي وحدها إذا خرجت، خصوصًا بالليل، وإنما يكون معها
من يحفظها.
وفيه: أن المعتكف يجوز
له أن يشيع من جاءه يزوره، ولا يؤثر هذا على اعتكافه.
فبينما هو يمشي
معها، إذا برجلين من الأنصار، فلما رأيا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه
المرأة، خجلا، وأسرعا في المشي، النبي صلى الله عليه وسلم قال: «عَلَى
رِسْلِكُمَا»؛ أي: لا تسرعا «إِنَّهَا صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ»، وهم
لم يشكوا في رسول الله صلى الله عليه وسلم، حاشا وكلا، ولكن الرسول صلى الله عليه
وسلم أراد أن يبين للأمة ألاَّ تتهم البريء، ولا تتسرع في اتهام البريء.
«فَقَالاَ: سُبْحَانَ اللهِ يَا رَسُولَ الله»، هذا تعجب، نحن لا نتهم الرسول صلى الله عليه وسلم، فقال: «إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنَ ابْنِ آدَمَ مَجْرَى الدَّمِ، وَإِنِّي خَشِيتُ أَنْ يَقْذِفَ فِي قُلُوبِكُمَا شَرًّا - أَوْ قَالَ شَيْئًا -»، الرسول خاف