عن عائشة رضي الله عنها: «أَنَّ
رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، كَانَ يَعْتَكِفُ فِي العَشْرِ الأَوَاخِرَ
مِنْ رَمَضَانَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ عز وجل، ثُمَّ اعْتَكَفَ أَزْوَاجُهُ
بَعْدَهُ»([1]).
وفي لفظ: «كَانَ رَسُولُ الله
صلى الله عليه وسلم، يَعْتَكِفُ فِي كُلِّ رَمَضَانٍ، فَإِذَا صَلَّى الغَدَاةَ
جَاءَ مَكَانَهُ الَّذِي اعْتَكَفَ فِيهِ»([2]).
هذا من سنة الرسول
صلى الله عليه وسلم؛ أنه كان يعتكف، بمعنى أنه يتفرغ في المسجد لعبادة الله عز وجل،
وأنه كان يتحرى الوقت الفاضل، وهو شهر رمضان، والمكان الفاضل، وهو مسجد الرسول صلى
الله عليه وسلم، فالاعتكاف مشروع في رمضان وفي غيره، ولكنه إذا كان في أوقات
الفضيلة، فهو أحسن، ولهذا كان صلى الله عليه وسلم يعتكف في رمضان، وداوم على
الاعتكاف، كان يعتكف العشر الأوسط، ثم لما تبين له أن ليلة القدر في العشر
الأواخر، صار يعتكف العشر الأواخر، حتى توفاه الله عز وجل، واعتكف أزواجه من بعده،
فهذا فيه مسألتان:
المسألة الأولى: أن الاعتكاف يشرع للنساء في المسجد؛ أن تعتكف في المسجد في غرفة، أو يضرب لها خباء وستر يسترها، تعتكف في المسجد كالرجل، وفي ذلك أيضًا أن الاعتكاف لم ينسخ بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، بل هو مستمر، بدليل أن أزواجه اعتكفن من بعده، هذا دليل على بقاء سنة الاعتكاف واستمرارها.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (2026)، ومسلم رقم (1172).
([2]) أخرجه: البخاري رقم (2041).