وفيه: أن المعتكف
يدخل معتكفه في بداية النهار عند طلوع الفجر، وهذا ما يدل عليه هذا الحديث، وبعض
العلماء أو كثير من العلماء يرون أنه يدخله في بداية المساء بعد غروب الشمس، والذي
يظهر - والله أعلم - أن الأمر واسع؛ إن دخله في بداية النهار، أو دخله في بداية
المساء، فيدخله من بداية النهار من أجل أن يستكمل النهار، أو من بداية المساء من
أجل أن يستكمل الليل، أما أنه يدخل في وسط النهار، أو في وسط الليل، فهذا خلاف
الأولى والأفضل.
وفي لفظ: «كَانَ رَسُولُ
الله صلى الله عليه وسلم، يَعْتَكِفُ فِي كُلِّ رَمَضَانٍ، فَإِذَا صَلَّى
الغَدَاةَ جَاءَ مَكَانَهُ الَّذِي اعْتَكَفَ فِيهِ».
«يَعْتَكِفُ فِي
كُلِّ رَمَضَانٍ»، بمعنى: أنه يستمر فيه كلما يأتي رمضان، وليس معناه أنه يعتكف رمضان كله،
ولكن معنى في كل رمضان؛ أي: أنه يعتكف في كل سنة، في رمضان من كل سنة، لا أن يعتكف
سنة، ويترك سنة، لا، بل كان كلما جاء رمضان، يعتكف منه، هذا معنى في كل رمضان،
يعني: في كل سنة.
وفيه - كما في الحديث الذي قبله-: أنه كان يدخل معتكفه في بداية النهار.