×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

عن عائشة رضي الله عنها: «أَنَّهَا كَانَتْ تُرَجِّلُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَهِيَ حَائِضٌ وَهُوَ مُعْتَكِفٌ فِي المَسْجِدِ وَهِيَ فِي حُجْرَتِهَا يُنَاوِلُهَا رَأْسَهُ»([1]).

وفي رواية: «وَكَانَ لاَ يَدْخُلُ الْبَيْتَ إلاَّ لِحَاجَةِ الإِْنْسَانِ»([2]).

وفي رواية: أن عائشة رضي الله عنها قالت: «إِنْ كُنْتُ لَأَدْخُلُ الْبَيْتَ لِلْحَاجَةِ، وَالْمَرِيضُ فِيهِ، فَمَا أَسْأَلُ عَنْهُ إلاَّ وَأَنَا مَارَّةٌ»([3]).

 

 هذا الحديث فيه ما في الحديث الذي قبله؛ من أن الاعتكاف من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، وأنه كان يعتكف، وفيه أنه لا بأس أن يخرج المعتكف بعض جسمه من المسجد، يخرج رأسه من المسجد، وأن هذا لا يتنافى مع الاعتكاف؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخرج رأسه من المسجد إلى حجرة عائشة رضي الله عنها؛ لأن حجرتها بجوار المسجد.

وفيه: مشروعية ترجيل الرأس، وهو تسريحه ودهنه؛ لئلا يبقى شعثا، أو يكون فيه أوساخ أو رائحة غير مرضية، الإنسان يعتني برأسه، إذا كان له رأس، يعتني به، بمعنى أنه يغسله، وينظفه، ويرجله، ويسرحه، ويدهنه، هكذا سنة الرسول صلى الله عليه وسلم.

وفيه: أن بدن الحائض طاهر؛ لأن عائشة كانت تعمل هذا مع النبي صلى الله عليه وسلم وهي حائض، هذا دليل على أن بدن الحائض طاهر، وأن وما لمسته الحائض بيدها أنه طاهر، الحائض يجوز أن تطبخ، وأن تشتغل كغير الحائض، أما من يعتقدون أن الحائض نجسة،


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (2046)، ومسلم رقم (297).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (2029)، ومسلم رقم (297).

([3])  أخرجه: مسلم رقم (297).