تجاراتهم وأسفارهم، ومواصلة بين البلدان.
«فَادْعُ اللَّهَ
تعالى يُغِيثُنَا» فيه طلب من الخطيب أن يدعو الله بالغيث، وأن هذا ليس
داخلاً في النهي عن الكلام والإمام يخطب.
«قَالَ: فَرَفَعَ
رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يَدَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ
أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا»»، هذا فيه تكرار
الدعاء، فيه أنه يكرر الدعاء ثلاث مرات، ويقول: اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم
أغثنا. فإن هذا من أسباب الإجابة، تكرار الدعاء والإلحاح من أسباب الإجابة بإذن
الله.
«قَالَ أَنَسٌ:
فَلاَ وَاللَّهِ، مَا نَرَى فِي السَّمَاءِ مِنْ سَحَابٍ، وَلاَ قَزَعَةً»، كانت السماء
صافية، ليس فيها سحاب قبل دعاء النبي صلى الله عليه وسلم. «وَلاَ قَزَعَةً»،
القزعة: القطعة من الغيم، من الغمام، ومنه القزع، والنهي عن القزع، وهو أن يحلق
بعض رأسه، ويترك بعضه.
«وَمَا بَيْنَنَا
وَبَيْنَ سَلْعٍ مِنْ بَيْتٍ وَلاَ دَارٍ»، وسلع جبل يقع غربي المسجد
النبوي.
«قَالَ: فَطَلَعَتْ
مِنْ وَرَائِهِ سَحَابَةٌ مِثْلُ التُّرْسِ»، الترس: هو ما يستجن به
المقاتل، والترس هو ما يتخذه المقاتل جنة دونه ودون السلاح، وهو شيء مستدير من
الحديد أو الفولاذ، لا ينفذه السلاح، هذا هو الترس، يتترس به؛ يعني قطعة صغيرة.
«فَلَمَّا تَوَسَّطَتِ السَّمَاءَ انْتَشَرَتْ، ثُمَّ أَمْطَرَتْ»، توسعت، وصارت سحابة، ثم أمطرت بإذن الله، استجاب الله دعاء النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا من أدلة صدق رسالته صلى الله عليه وسلم.