×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

 النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو لهم بالسقيا، وقال: «اللَّهُمَّ إِنَّا كُنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّنَا فَتَسْقِينَا، وَإِنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِعَمِّ نَبِيِّنَا فَاسْقِنَا»([1])، فهذا فيه مشروعية طلب الدعاء من الرجل الصالح، وخص العباس؛ لأنه قريب من النبي صلى الله عليه وسلم، ومن قرابته، وهو عمه، عم الرسول صلى الله عليه وسلم مع صلاحه، وقربه من النبي صلى الله عليه وسلم، ففيه طلب الدعاء من الرجل الفاضل، وأنه لا يطلب الدعاء أو الشفاعة من الميت؛ لأن عمر عدل عن الرسول صلى الله عليه وسلم إلى العباس؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم ميت، والميت لا يطلب منه شيء، وإنما يطلب هذا من الحي الحاضر.

«قَالَ: فَرَفَعَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يَدَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلاَ عَلَيْنَا»»؛ أي: أنزل المطر حولنا، وما طلب أن الله يقطع المطر، بل طلب أن الله يجعله حواليهم؛ يعني: لا يكون على المساكن والمباني، وإنما يكون حول المدينة، ولم يطلب النبي صلى الله عليه وسلم من الله أن يقطع المطر، بل طلب منه أن يحوله إلى الأمكنة التي لا ضرر فيها.

«اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلاَ عَلَيْنَا، اللَّهُمَّ عَلَى الآكَامِ وَالظِّرَابِ، وَبُطُونِ الأَوْدِيَةِ، وَمَنَابِتِ الشَّجَرِ» المرتفعات الصغيرة وبطون الأودية؛ لأن هذه منابت الكلأ والشجر.

«قَالَ: فَأَقْلَعَتْ، وَخَرَجْنَا نَمْشِي فِي الشَّمْسِ»، وهذا فيه من علامات نبوته صلى الله عليه وسلم حيث إنه دعا في المطر، فأنزله الله في الحال، ودعا بتنحي المطر عنهم، فنحاه الله عنهم، وطلعت الشمس، وخرجوا يمشون في


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (1010).