مقدمة الشارح
**********
بسم الله الرحمن
الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه
أجمعين؛ أما بعد...
الإمام موفق الدين
عبد الله بن أحمد بن قدامة المقدسي؛ نسبة إلى البلد التي نشأ فيها، وعاش فيها، وهي
بيت المقدس فلسطين، هذا الإمام تبحر في العلم، وهو من جملة المقادسة، الذين تبحروا
في العلم في الفقه والحديث، وهم على المذهب الحنبلي، فهذا الإمام هو شيخ المذهب في
وقته، يرجع إليه في هذا، تتلمذ عليه الكثير من العلماء، وألف الكتب الكثيرة في
الفقه، فألف هذه العمدة - عمدة الفقه - وعمدة؛ لأنها يعتمد عليها في فقه مذهب
الإمام أحمد رحمه الله.
وقد ألفها للمبتدئين
في طلب العلم، ثم ألف «المقنع»، وهو
أوسع للمتوسطين، ثم ألف كتاب «الكافي»،
أو الكتاب «النفيس»، يذكر الحكم
الشرعي الفقهي بدليله، ثم ألف كتاب «المغني»،
وهو الكتاب الشامل لفقه المذاهب الأربعة وغيرها من فقه علماء الإسلام؛ فهو موسوعة،
وقد وضعه شرحًا على متن الخرقي، متن الخرقي أول مؤلفٍ في المذهب الحنبلي، وهو
يتكون من عدة ورقات، فشرحه الموفق في كتاب «المغني»،
وهذا يرجع إليه العلماء والذين يريدون الاطلاع على الأقوال والمذاهب بأدلتها؛ لمن
بلغوا مرتبة عالية في الفقه.
ومن هذا نأخذ أن طلب
العلم يكون بالتدرج شيئًا فشيئًا؛ فلا يؤخذ دفعةً واحدة، فإذا الإنسان حاول أن
يأخذ الفقه دفعة واحدة وبالأقوال والخلاف، لم يحصل على شيء، بل يحصل على الحيرة،
ولا يحصل