×
شرح عمدة الفقه الجزء الأول

بَابُ صَلاةِ الْخَوْفِ

**********

وَتَجُوْزُ صَلاةُ الْخَوْفِ، عَلَى كُلِّ صِفَةٍ صَلاَّهَا رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. وَالْمُخْتَارُ مِنْهَا: أَنْ يَجْعَلَهُمُ الإِمَامُ طَائِفَتَيْنِ، طَائِفَةً تَحْرُسُ، وَالأُخْرَى تُصَلِّيْ مَعَهُ رَكْعَةً، فَإِذَا قَامَ إِلَى الثَّانِيَةِ، نَوَتْ مُفَارَقَتَهُ وَأَتَمَّتْ صَلاتَهَا، وَذَهَبَتْ تَحْرُسُ، وَجَاءَتِ الأُخْرَى، فَصَلَّتْ مَعَهُ الرَّكْعَةَ الثَّانِيَةَ، فَإِذَا جَلَسَ لِلتَّشَهُّدِ، قَامَتْ فَأَتَتْ بِرَكْعَةٍ أُخْرَى، وَيَنْتَظِرُهَا حَتَّى تَتَشَهَّدَ، ثُمَّ يُسَلِّمُ بِهَا، وَإِنِ اشْتَدَّ الْخَوْفُ صَلَّوْا رِجَالاً وَرُكْبَانًا إِلَى الْقِبْلَةِ، وَإِلَى غَيْرِهَا. يُوْمِئُوْنَ بِالرُّكُوْعِ وَالسُّجُوْدِ، وَكَذلِكَ كُلُّ خَائِفٍ عَلَى نَفْسِهِ، يُصَلِّيْ عَلَى حَسَبِ حَالِهِ، وَيَفْعَلُ كُلَّ مَا يَحْتَاجُ إِلَى فِعْلِهِ، مِنْ هَرَبٍ، أو غَيْرِهِ.

**********

الشرح

هذا النوع الثالث من صلاة أهل الأعذار، وهي صلاة الخوف؛ يعني: الخوف من العدو، النبي صلى الله عليه وسلم صلى صلاة الخوف بأصحابه في ستة أحاديث، أو سبعة أحاديث، يقول الإمام أحمد: في ست صفات، أو سبع صفات كلها جائزة، وهي منزلة على أحوال، فالخوف على قسمين:

القسم الأول: خوف غير شديد، وهو محل بحثنا الآن.

القسم الثاني: خوف شديد، فهذا يصلي راكبًا، أو ماشيًا، أو راكضًا على قدميه: ﴿فَإِنۡ خِفۡتُمۡ فَرِجَالًا أَوۡ رُكۡبَانٗاۖ [البقرة: 239]، هذا الخوف الشديد، يصلي أينما توجه؛ ماشيًا، أو عاديًا يركض، أو راكبًا،


الشرح