بَابُ صَلاةِ الْمُسَافِرِ
**********
وَإِذَا كَانَتْ
مَسَافَةُ سَفَرِهِ سِتَّةَ عَشَرَ فَرْسَخًا، وَهِيَ مَسِيْرَةُ يَوْمَيْنِ
قَاصِدَيْنِ، وَكَانَ مُبَاحًا، فَلَهُ قَصْرُ الرُّبَاعِيَّةِ خَاصَّةً. إِلاَّ
أَنْ يَأْتَمَّ بِمُقِيْمٍ، أو لا يَنْوِيَ الْقَصْرَ، أو يَنْسَى صَلاةَ حَضَرٍ،
فَيَذْكُرَهَا فِي السَّفَرِ، أو صَلاةَ سَفَرٍ، فَيَذْكُرَهَا فِي الْحَضَرِ،
فَعَلَيْهِ الإِتْمَامُ. وَلِلْمُسَافِرِ أَنْ يُتِمَّ، وَالْقَصْرُ أَفْضَلُ
وَمَنْ نَوَى الإِقَامَةَ أَكْثَرَ مِنْ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ صَلاةً، أَتَمَّ،
وَإِنْ لَمْ يُجْمِعْ عَلَى ذلِكَ، قَصَرَ أَبَدًا.
**********
الشرح
قوله رحمه الله: «بَابُ صَلاةِ الْمُسَافِرِ»؛ هذا هو النوع
الثاني من أصحاب الأعذار، وهو المسافر.
قوله رحمه الله: «وَإِذَا كَانَتْ مَسَافَةُ سَفَرِهِ سِتَّةَ
عَشَرَ فَرْسَخًا»، يشترط للجمع في حالة السفر أن يبلغ المسافة، وهي مرحلتان
للراحلة، كل مرحلة أربعين كيلو، ويكون المجموع ثمانين كيلو تقريبًا، هذه مسافة القصر،
ثمانون كيلو، أربعة برد، ستة عشر فرسخًا، على هذه التقاليد، لسير الأحمال، ودبيب
الأقدام.
قوله رحمه الله: «وَهِيَ مَسِيْرَةُ يَوْمَيْنِ قَاصِدَيْنِ»،
مسيرة يومين للراحلة «قَاصِدَيْنِ»؛
يعني: معتدلين، ليس بالمشي السريع، ولا بالمشي البطيء، بل المعتاد.
الشرط الثاني: «وَكَانَ مُبَاحًا»، الشرط الأول: أن يبلغ السفر المسافر، والشرط الثاني: أن يكون السفر مباحًا؛ يكون سفرًا لعبادة،
الصفحة 1 / 1246