بَابُ الْغُسْلِ مِنَ الْجَنَابَةِ
**********
وَالْمُوْجِبُ
لَهُ: خُرُوْجُ الْمَنِيِّ، وَهُوَ: الْمَاءُ الدَّافِقُ، وَالْتِقَاءُ
الْخِتَانَيْنِ ([1])، وَالْوَاجِبُ فِيْهِ:
النِّيَّةُ، وَتَعْمِيْمُ بَدَنِهِ بِالْغَسْلِ، مَعَ الْمَضْمَضَةِ
وَالاِْسْتِنْشَاقِ.
**********
الشرح
قوله رحمه الله: «بَابُ الْغُسْلِ مِنَ الْجَنَابَةِ»،
لما فرغ المصنف رحمه الله من أحكام الوضوء من الحدث الأصغر، انتقل إلى بيان أحكام
الغسل من الحدث الأكبر؛ لأنه يُفترض لصحة الصلاة الطهارة من الحدث الأصغر والحدث
الأكبر.
الحدث الأصغر
بالوضوء، والحدث الأكبر بالاغتسال.
قوله رحمه الله: «بَابُ الْغُسْلِ مِنَ الْجَنَابَةِ،
وَالْمُوْجِبُ لَهُ»، الجنابة هي الحدث الأكبر، سميت جنابة؛ لأن الموجب لها،
الموجب للطهارة خروج المني من مكانه، خروج المني من مقره، ومجانبته له.
قوله رحمه الله: «وَالْمُوْجِبُ لَهُ: خُرُوْجُ الْمَنِيِّ،
وَهُوَ: الْمَاءُ الدَّافِقُ»، خروج المني، وليس كل خروج، بل خروج المني دفقًا
بلذة: ﴿فَلۡيَنظُرِ ٱلۡإِنسَٰنُ
مِمَّ خُلِقَ ٥خُلِقَ مِن مَّآءٖ دَافِقٖ ٦﴾ [الطارق: 5، 6]
دافق بلذة.
والمني: هو الماء المهين، الذي خلق الله منه بني آدم؛ «النطفة»، تسمى النطفة، وتسمى المني، يخلق الله منها بني آدم: ﴿أَلَمۡ يَكُ نُطۡفَةٗ مِّن مَّنِيّٖ يُمۡنَىٰ ٣٧ثُمَّ كَانَ عَلَقَةٗ فَخَلَقَ فَسَوَّىٰ ٣٨فَجَعَلَ مِنۡهُ ٱلزَّوۡجَيۡنِ ٱلذَّكَرَ وَٱلۡأُنثَىٰٓ ٣٩﴾ [القِيَامَة: 37-39] قدرة الله سبحانه وتعالى.
الصفحة 1 / 1246