×
شرح عمدة الفقه الجزء الأول

بَابُ صَلاةِ الْجُمُعَةِ

**********

كُلُّ مَنْ لَزِمَتْهُ الْمَكْتُوْبَةُ لَزِمَتْهُ الْجُمُعَةُ، إِذَا كَانَ مُسْتَوْطِنًا بِبِنَاءٍ، بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا فَرْسَخٌ فَمَا دُوْنَ ذَلِكَ إِلاَّ الْمَرْأَةَ، وَالْعَبْدَ، وَالْمُسَافِرَ، وَالْمَعْذُوْرَ بِمَرَضٍ، أو مَطَرٍ، أو خَوْفٍ، وَإِنْ حَضَرُوْهَا أَجْزَأَتْهُمْ، وَلَمْ تَنْعَقِدْ بِهِمْ، إِلاَّ الْمَعْذُوْرَ إِذَا حَضَرَهَا، وَجَبَتْ عَلَيْهِ، وَانْعَقَدَتْ بِهِ.

**********

الشرح

قوله رحمه الله: «بَابُ صَلاةِ الْجُمُعَةِ»، الجمعة فرضها الله سبحانه وتعالى على المسلمين بعد الهجرة، فهي فريضة عظيمة، وهي أيضًا تختلف عن الصلوات الخمس في أنها لا تتعدد في البلد، إلا عند الضرورة، خلاف الصلوات الخمس؛ فإنها تتعدد المساجد في الحارات، أما الجمعة، فهي تكون في البلد في مسجد واحد، مهما أمكن ذلك، فهي اجتماع أكبر من اجتماع صلاة الجماعة للفروض الخمسة، وهي فروض الوقت يوم الجمعة، فرض الوقت هو صلاة الجمعة؛ بدلاً من الظهر، فهي فريضة عظيمة واجتماع كبير، وقد توعد صلى الله عليه وسلم المتخلفين عنها بقوله: «لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمُ الْجُمُعَاتِ، أو لَيَخْتِمَنَّ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ، ثُمَّ لَيَكُونُنَّ مِنَ الْغَافِلِينَ» ([1])، الحديث في الصحيح، وهذا وعيد شديد على من تهاون بصلاة الجمعة؛ أنه يعاقب بالختم على قلبه؛ كما قال الله جل وعلا في الكفار: ﴿خَتَمَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ [البقرة: 7]، فإذا ختم الله على قلبه كان من الغافلين، ولا يبالي بشيء، وهذا وعيد شديد.


الشرح

([1]أخرجه: مسلم رقم (865).