×
شرح عمدة الفقه الجزء الأول

بَابُ الاِعْتكَافِ

**********

لُزُوْمُ الْمَسْجِدِ، لِطَاعَةِ اللهِ تَعَالَى فِيْهِ، وَهُوَ سُنَّةٌ، إِلاَّ أَنْ يَكُوْنَ نَذْرًا، فَيَلْزَمُ الْوَفَاءُ بِهِ.

**********

الشرح

لما انتهى المؤلف رحمه الله من كتاب الصيام - صيام رمضان - أعقبه بباب الاعتكاف؛ لأن الاعتكاف في رمضان أفضل، كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في رمضان، والاعتكاف معناه في اللغة: المكث في المكان، ويكون الاعتكاف عبادة إذا كان لله عز وجل، إذا كان اعتكافًا يقصد به وجه الله والتقرب إليه، فهو عبادة، وأما إذا كان الاعتكاف على صنم أو على وثن، فهو شرك؛ لأنه صرف للعبادة لغير الله، فلهذا قال إبراهيم عليه السلام: ﴿إِذۡ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوۡمِهِۦ مَا هَٰذِهِ ٱلتَّمَاثِيلُ ٱلَّتِيٓ أَنتُمۡ لَهَا عَٰكِفُونَ [الأنبياء: 52]، يقيمون عندها، يتقربون إليها، وفي قصة بني إسرائيل مع موسى عليه السلام لما جاوز بهم البحر: ﴿وَجَٰوَزۡنَا بِبَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ ٱلۡبَحۡرَ فَأَتَوۡاْ عَلَىٰ قَوۡمٖ يَعۡكُفُونَ عَلَىٰٓ أَصۡنَامٖ لَّهُمۡۚ قَالُواْ يَٰمُوسَى ٱجۡعَل لَّنَآ إِلَٰهٗا كَمَا لَهُمۡ ءَالِهَةٞۚ [الأعراف: 138]؛ يعني: نتقرب إليهم، هذا لجهلهم، ﴿وَجَٰوَزۡنَا بِبَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ ٱلۡبَحۡرَ فَأَتَوۡاْ عَلَىٰ قَوۡمٖ يَعۡكُفُونَ عَلَىٰٓ أَصۡنَامٖ لَّهُمۡۚ قَالُواْ يَٰمُوسَى ٱجۡعَل لَّنَآ إِلَٰهٗا كَمَا لَهُمۡ ءَالِهَةٞۚ قَالَ إِنَّكُمۡ قَوۡمٞ تَجۡهَلُونَ ١٣٨إِنَّ هَٰٓؤُلَآءِ مُتَبَّرٞ مَّا هُمۡ فِيهِ وَبَٰطِلٞ مَّا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ ١٣٩ [الأعراف: 138- 139]؛ لأن الاعتكاف لغير الله باطل وشرك بالله عز وجل.


الشرح