بَابُ صِفَةِ الْحَجِّ
**********
وَإِذَا كَانَ
يَوْمُ التَّرْوِيَةِ، فَمَنْ كَانَ حَلالاً، أَحْرَمَ مِنْ مَكَّةَ، وَخَرَجَ
إِلَى عَرَفَاتٍ، فَإِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ يَوْمَ عَرَفَةَ، صَلَّى الظُّهْرَ
وَالْعَصْرَ يَجْمَعُ بَيْنَهُمَا بِأَذَانٍ وَإِقَامَتَيْنِ، ثُمَّ يَصِيْرُ
إِلَى الْمَوْقِفِ، وَعَرَفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ، إِلاَّ بَطْنُ عُرَنَةَ ([1])، وَيُسْتَحَبُّ
أَنْ يَقِفَ فِيْ مَوْقِفِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أو قَرِيْبًا مِنْهُ،
عِنْدَ الْجَبَلِ قَرِيْبًا مِنَ الصَّخَرَاتِ، وَيَجْعَلُ حَبْلَ الْمُشَاةِ
بَيْنَ يَدَيْهِ، وَيَسْتَقْبِلُ الْقِبْلَةَ، وَيَكُوْنُ رَاكِبًا، وَيُكْثِرُ
مِنْ قَوْلِ: لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيْكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ
وَلَهُ الْحَمْدُ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيْرٌ،
وَيَجْتَهِدُ فِي الدُّعَاءِ وَالرَّغْبَةِ إِلَى اللهِ عز وجل، إِلَى غُرُوْبِ
الشَّمْسِ.
**********
الشرح
قوله رحمه الله: «بَابُ صِفَةِ الْحَجِّ»، صفة الحج
الكاملة، المشتملة على الأركان والواجبات والسنن، وهناك صفة الحج المجزِئة، وهي
المشتملة على الأركان والواجبات فقط، والمراد هنا الأولى؛ الصفة الكاملة.
قوله رحمه الله: «وَإِذَا كَانَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ»، يوم التروية هو اليوم الثامن من ذي الحجة، سمي يوم التروية؛ لأنهم كانوا يروون الماء على الدواب؛ لأنه لم يكن في منى ماء في ذاك الوقت، مثلما هو الآن، الماء مُنظم بالمواسير وبالاستعداد، هذا فضل من الله وتيسيره على الحجاج، وإلا كانوا في الأول يروون الماء على الإبل.
الصفحة 1 / 1246