×
شرح عمدة الفقه الجزء الأول

بابُ الأَذَانِ وَالإِقَامَةِ

**********

وَهُمَا مَشْرُوْعَانِ لِلصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ دُوْنَ غَيْرِهَا، لِلرِّجَالِ دُوْنَ النِّسَاءِ وَالأَذَانُ خَمْسَ عَشْرَةَ كَلِمَةً، لا تَرْجِيْعَ فِيْهِ، وَالإِقَامَةُ إِحْدَى عَشْرَةَ كَلِمَةً.

**********

الشرح

قوله رحمه الله: «بَابُ الأَذَانِ وَالإِقَامَةِ»، لما كانت الصلوات الخمس مؤقتة بأوقات محددة، احتاج الناس إلى من يُعلمهم بدخول هذه الأوقات؛ لأن الناس يكونون في شغل، وفي أعمال، أو في نوم، ما يحتاجون إلى من ينبههم إلى دخول هذه الأوقات.

قال تعالى: ﴿إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ كَانَتۡ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ كِتَٰبٗا مَّوۡقُوتٗا [النساء: 103]؛ أي: مؤقتة بأوقات محددة، وهذه الأوقات بينها الله مجملة في القرآن، بينها الرسول صلى الله عليه وسلم في السُّنة المفصلة؛ كما يأتي.

والصلاة أيضًا تحتاج إلى جماعة في المساجد، ويحتاجون إلى دعوة إلى الحضور للمساجد، فشرع الله الأذان، وأيضًا الناس يجتمعون في المسجد ينتظرون الصلاة، فيحتاجون إلى من يُعلمهم ببداية الصلاة، فجاءت الإقامة للإعلام بحضور الصلاة، والأذان هو الإعلام بدخول الوقت؛ فشرع الله سبحانه الأذان والإقامة من أجل هذا.

قوله رحمه الله: «وَهُمَا مَشْرُوْعَانِ لِلصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ دُوْنَ غَيْرِهَا»، الأذان والإقامة مشروعان، قد يكونان واجبان، وقد يكونان مستحبين، فلهذا قال: «مَشْرُوْعَانِ».


الشرح