بَابُ سَجْدَتَيْ
السَّهْوِ
**********
وَالسَّهْوُ عَلَى
ثَلاثَةِ أَضْرُبٍ: أَحَدُهَا: زِيَادَةُ فِعْلٍ مِنْ جِنْسِ الصَّلاَةِ،
كَرَكْعَةٍ، أو رُكْنٍ، فَتَبْطُلُ الصَّلاةُ بِعَمْدِهِ، وَيَسْجُدُ لِسَهْوِهِ.
وَإِنْ ذَكَرَ وَهُوَ فِي الرَّكْعَةِ الزَّائِدَةِ، جَلَسَ فِي الْحَالِ، وَإِنْ
سَلَّمَ عَنْ نَقْصٍ فِيْ صَلاتِهِ، أَتَى بِمَا بَقِيَ عَلَيْهِ مِنْهَا، ثُمَّ
سَجَدَ.
وَلَوْ فَعَلَ مَا
لَيْسَ مِنْ جِنْسِ الصَّلاةِ، لاسْتَوَى عَمْدُهُ وَسَهْوُهُ، فَإِنْ كَانَ
كَثِيْرًا، أَبْطَلَهَا، وَإِنْ كَانَ يَسِيْرًا؛ كَفِعْلِ النَّبِيِّ صلى الله
عليه وسلم فِيْ حَمْلِهِ أُمَامَةَ ([1])، وَفَتْحِ
الْبَابِ لِعَائِشَةَ رضي الله عنها ([2])، فَلا بَأْسَ
بِهِ.
**********
الشرح
سهو: هو الخطأ في
الصلاة، بسبب النسيان، وهذا يعرض للإنسان، وقل من يسلم منه، حتى الرسول صلى الله
عليه وسلم ما سلم من السهو في الصلاة، ولله في ذلك حكمة؛ من أجل أن يبين للناس
ماذا يفعلون، إذا سهوا في صلاتهم، والسهو - كما ذكر الفقهاء - على ثلاثة أنواع:
إما أن يكون بنقص من الصلاة، أو بزيادة، أو يشك، لا يخرج عن هذه الثلاثة، وكل نوع
له حكم.
قوله رحمه الله: «وَالسَّهْوُ عَلَى ثَلاثَةِ أَضْرُبٍ: أَحَدُهَا: زِيَادَةُ فِعْلٍ مِنْ جِنْسِ الصَّلاَةِ»، القسم الأول من السهو: الزيادة فيها، إن زاد فيها متعمدًا، بطلت صلاته، لكن إذا زاد فيها سهوًا،
([1]) أخرجه: البخاري رقم (516)، ومسلم رقم (543).
الصفحة 1 / 1246