×
شرح عمدة الفقه الجزء الأول

 قوله رحمه الله: «بَابُ الاِعْتَكَافِ»، والله جل وعلا قال: ﴿أَن طَهِّرَا بَيۡتِيَ لِلطَّآئِفِينَ وَٱلۡعَٰكِفِينَ وَٱلرُّكَّعِ ٱلسُّجُودِ [البقرة: 125]؛ ﴿أَن طَهِّرَا خطاب لإبراهيم وإسماعيل، ﴿لِلطَّآئِفِينَ وَٱلۡعَٰكِفِينَ وَٱلرُّكَّعِ ٱلسُّجُودِ؛ الذين يعتكفون في المسجد الحرام، يتقربون إلى الله عز وجل، والركع السجود هم المصلون، وفي آية الحج: ﴿وَإِذۡ بَوَّأۡنَا لِإِبۡرَٰهِيمَ مَكَانَ ٱلۡبَيۡتِ أَن لَّا تُشۡرِكۡ بِي شَيۡ‍ٔٗا وَطَهِّرۡ بَيۡتِيَ لِلطَّآئِفِينَ وَٱلۡقَآئِمِينَ وَٱلرُّكَّعِ ٱلسُّجُودِ [الحج: 26]، فالله جل وعلا ذكر الاعتكاف في البيت الحرام؛ لأنه عبادة لله عز وجل.

قوله رحمه الله: «وهُوَ لُزُوْمُ الْمَسْجِدِ، لِطَاعَةِ اللهِ تَعَالَى فِيْهِ»، الاعتكاف في الشرع: هو لزوم المسجد؛ يعني: البقاء في المسجد ليس من أجل أن يتبرد، ولا لأجل أن ينام، أو ليس له محل، فيقعد في المسجد، هذا ليس اعتكافًا، إنما يبقى في المسجد ليتقرب إلى الله سبحانه وتعالى، لزوم المسجد لطاعة الله، لزوم يعني: البقاء فيه، لا يخرج منه، إلا لاستثناء؛ لأجل طاعة الله، للذِّكر، لتلاوة القرآن والصلاة، ويخلو فيه أيضًا، ما يكون بارزًا للناس، النبي صلى الله عليه وسلم كان يعمل له حصير أو قبلة من أدم يعتكف فيها، ويخلو عن الناس، ولا أحد يأتيه، إلا لحاجة ضرورية ([1])، والآن حدث ما يسمونه بالاعتكاف الجماعي، الاعتكاف يكون فرديًّا، ويكون خلوة للعبادة، ما يجتمع الناس جميعًا، وينامون جميعًا، ويأكلون جميعًا، ويقولون: هذا اعتكاف جماعي. ما أدري من أين أخذوا هذا! الاعتكاف خلوة، وهذه ليست خلوة هذا اجتماع، وأيضًا ما يخلو من لغط، ومن كلام، ومن ضحك، إذا اجتمعوا، هذا ليس الاعتكاف الشرعي.


الشرح

([1]كما في الحديث الذي أخرجه: مسلم رقم (1167).