قوله
رحمه الله: «والمعُونةِ
على الوصول إلى رِضوانِهِ العظيم»، فإذا لم يساعدك الله لم تصل إلى المقصود،
ولو كنت من أمهر العلماء، ومن أكثر العلماء، إذا لم يساعدك الله ولم يعِنك لم تبلغ
المقصود.
قوله رحمه الله: «وهو حَسبُنَا»؛ يعني كافينا، الحسب هو
الكافي عن غيره، سبحانه وتعالى.
قوله رحمه الله: «ونعم الوكيلُ»؛ الموكول إليه، وهذه
الكلمة كلمةٌ عظيمة، «حَسْبُنَا اللهُ
ونِعْمَ الوَكيلُ» تقال في الشدائد والكروبات؛ كما قالها إبراهيم عليه السلام
لما أُلقي في النار، قال: ﴿حَسۡبُنَا
ٱللَّهُ وَنِعۡمَ ٱلۡوَكِيلُ﴾ [آل عمران: 173]، قال الله جل وعلا: ﴿يَٰنَارُ كُونِي بَرۡدٗا
وَسَلَٰمًا عَلَىٰٓ إِبۡرَٰهِيمَ﴾ [الأنبياء: 69]، وقالها محمدٌ صلى الله عليه وسلم حينما
قالوا له: ﴿إِنَّ ٱلنَّاسَ
قَدۡ جَمَعُواْ لَكُمۡ فَٱخۡشَوۡهُمۡ﴾ [آل عمران: 173]، ﴿ٱلَّذِينَ قَالَ لَهُمُ ٱلنَّاسُ
إِنَّ ٱلنَّاسَ قَدۡ جَمَعُواْ لَكُمۡ فَٱخۡشَوۡهُمۡ فَزَادَهُمۡ إِيمَٰنٗا وَقَالُواْ
حَسۡبُنَا ٱللَّهُ وَنِعۡمَ ٱلۡوَكِيلُ ١٧٣فَٱنقَلَبُواْ بِنِعۡمَةٖ مِّنَ ٱللَّهِ
وَفَضۡلٖ لَّمۡ يَمۡسَسۡهُمۡ سُوٓءٞ وَٱتَّبَعُواْ رِضۡوَٰنَ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ
ذُو فَضۡلٍ عَظِيمٍ ١٧٤﴾ [آل عمران: 173، 174]، فهي كلمة عظيمة.
قوله رحمه الله: «وأودعتُهُ أحاديثَ صحيحةً»؛ يعني: ذكر
الأحاديث قليل في هذا المختصر؛ لأنه ليس مختصرًا يشتمل على الأقوال والأدلة، لو
كان فيه أقوال وأدلة، لطال، ولا صار مختصرًا، لكن أحيانًا يذكر الدليل، وليس كل
دليل، إنما يذكر الدليل الصحيح.
قوله رحمه الله: «تَبرُّكاً بها، واعتِمادًا عليها»؛
يعني: طلبًا للبركة؛ لأن العلم بركة، ولا سيما الأحاديث النبوية فيها بركة.