ليسوا من أهل التربية، أهل
التربية هم ﴿كُونُواْ
رَبَّٰنِيِّۧنَ﴾ [آل عمران: 79]، هم أهل التربية، الربانيون الذين
يعلمون الناس شيئًا فشيئًا، ويحفظونهم، هؤلاء هم التربويون.
قوله رحمه الله: «فأَجبتُهُ إلى ذلك»؛ يعني: أجبت من طلب
مني أن أضع هذا المختصر.
قوله رحمه الله: «مُعْتمِداً عَلَى اللهِ سُبحَانَهُ»، كل
طالب علم، وكل عالم، وكل مؤلف يعتمد على الله، إذا لم يوفقه الله، لا يستطيع
أبدًا، فهذا من أسباب النجاح في التعليم، والنجاح في العمل؛ أن تتوكل على الله،
وتعتمد على الله، وتسأله أن يعينك.
قوله رحمه الله: «في إِخلاصِ القَصدِ لِوجههِ الكَريم»؛ هذا هو المطلوب؛ «إِخلاصِ القَصدِ» لله عز وجل من الطالب ومن المعلم، لا بد أن كلًّا منهما يخلص نيته لله عز وجل، لا يطلب العلم لأجل الدنيا، لا يؤلف المؤلفات لأجل أن يبيعها، ويحصل على طائل مالي منها، إنما يؤلف المؤلفات؛ لنشر العلم بين الناس؛ لأنه إذا نشر العلم بنيةٍ صالحة، فإنه عملٌ يستمر بعد وفاته، قال صلى الله عليه وسلم: «إذَا مَاتَ الإِْنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاَثَةٍ: إِلاَّ مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أو عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أو وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ» ([1])، فهذا من العلم الذي يجري أجره على المؤلف وهو ميت من سنين، من مئات السنين يجري أجر عمله كلما انتُفِع بهذا المختصر، فإن أجره للمؤلف.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1631).