سأَلني بعضُ أصحابنا تلخيصَهُ؛ ليقرُبَ على المتعلِّمِين، ويسهُلَ حِفظُه على الطَّالبين؛ فأَجبتُهُ إلى ذلك، مُعْتمِداً عَلَى اللهِ سُبحَانَهُ في إِخلاصِ القَصدِ لِوجههِ الكَريم، والمعُونةِ على الوصول إلى رِضوانِهِ العظيم، وهو حَسبُنَا ونعم الوكيلُ.

وأودعتُهُ أحاديثَ صحيحةً؛ تَبرُّكاً بها، واعتِمادًا عليها، وجعلتها من الصِّحَاح لأَستغني عن نسبتها إليها.

**********

الشرح

قوله رحمه الله: «سأَلني بعضُ أصحابنا»؛ يعني: بعض العلماء في وقته، لما عنده من القدرة رحمه الله سألوه أن يضع هذا المختصر للمبتدئين.

قوله رحمه الله: «تلخيصَهُ»؛ أي: اختصاره من الفقه، ليس كل الفقه في هذه العمدة. لا، هذه مبادئ، الذي في العمدة مبادئ الفقه.

قوله رحمه الله: «ليقرُبَ على المتعلِّمِين»، يعني إنهم يأخذون التعلم شيئًا فشيئًا؛ أسهل عليهم.

قوله رحمه الله: «ويسهُلَ حِفظُه على الطَّالبين»، أين الحفظ اليوم؟!

كان القدامى يحفظون المتون، فالحين يُحذِّرون من الحفظ، التربية الحديثة الغريبة تمنع من الحفظ؛ لأن الحفظ هو أساس العلم، فإذا ضاع الأساس، ضاع العلم؛ فلن تتعلم بدون حفظ مهما كان.

تقول: أنا أفهم، تفهم من الهواء، لازم يكون عندك متن تحفظه، وتفهم ما فيه، وتفهم ألفاظه، وإلا ما عندك بداية، ما بدأت، فهذه العداوة للحفظ هذا مكرٌ من الغربيين، تلقَّاه تلاميذهم من أبنائنا، الذين يسمون التربويين، وصاروا يحذِّرون من الحفظ؛ هذا يدل على جهلهم،

---

الشرح