قال العلماء: معنى ﴿رَبَّٰنِيِّۧنَ﴾ «ال عمران79»؛ أي: تعلمونهم صغار المسائل
قبل كبارها، هذا هو المعلم الرباني، الذي يعلم صغار المسائل قبل كبارها، هذه هي
الربانية، أما الذي يريد أن يشرح للناس المطولات، وهم لا يزالون مبتدئين، فهذا ما
يجدي شيئًا، فهو تعبٌ بلا فائدة.
والذي يريد أن يأخذ
العلم من الكتب هذا ضائع، وليته ضائع في نفسه، لكن يضيع الناس، يفتيهم، ويحكم
بينهم، ويضيع الناس، هذا خطر على الناس.
قوله رحمه الله: «واقتصَرتُ فيه على قولٍ واحدٍ»؛ خذ أول
شيء قولاً واحدًا، فإذا فهمت هذا القول الواحد من جميع أبواب الفقه؛ من بداية
المياه إلى كتاب الإقرار «على قولٍ واحدٍ»؛
حينئذ تتأهل للقول الثاني، والثالث، والرابع، أما إنك تأخذ الأقوال جميعها في
بدايتك، فهذا ضياع ومشقة وتعب.
قوله رحمه الله: «ليكونَ عُمدةً لقارئِه»؛ ليكون هذا
المختصر عمدةً يعتمده قارئه، يعتمد عليه، ويتدرج منه إلى ما هو أطول منه.
قوله رحمه الله: «فَلاَ يَلتبِسَ الصَّوابُ عَلَيْهِ باختلاف
الوُجوهِ والرِّواياتِ»؛ لا يختلف عليه الصواب بالوجوه والروايات في المذهب،
يعني: تجيب له المذهب كله، و«الوُجُوه»
هي للأصحاب، «الوُجُوه»؛ يعني: من
كلام الأصحاب واجتهاداتهم وتخريجهم على مذهب أحمد.
وأما «الرِّوَايَات»، فهي عن الإمام أحمد، فإذا شحنت أذهانهم بالوجوه والروايات، وهم في طور البداية؛ فإنك شغلتهم، وشققت عليهم، ولم يستفيدوا.