×
شرح عمدة الفقه الجزء الأول

والحمد هو الثناء على المنعم بنعمه؛ يُحمد على نعمه، ويُحمد لذاته - سبحانه - يُحمد لأسمائه وصفاته، يُحمد لأفعاله جل وعلا؛ فهو المحمود على كل حال، له الحمد كله، وله الشكر كله؛ لأن ﴿وَمَا بِكُم مِّن نِّعۡمَةٖ فَمِنَ ٱللَّهِۖ [النحل: 53] ([1]).

فهو الذي يحمد سبحانه وتعالى الحمد المطلق، وأما الحمد المقيد، فيُحمد الله على حسب إنعامه ومعروفه، لكنه مقيد، أما الحمد المطلق، فهو لله، فإذا قيل: الحمد لله، فالألف واللام للاستغراق؛ أي: جميع المحامد لله عز وجل.

و ﴿ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ [الفاتحة: 2]، فاتحة الكتاب، فاتحة القرآن، أول سورة في المصحف سورة الفاتحة مبدوءة بـ ﴿ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ.

قوله رحمه الله: «الحَمْدُ للهِ أَهْلُ الحَمْدِ وَمُسْتَحِقِّهِ»، هو أهل الحمد - سبحانه - ومستحق الحمد على فضله وإحسانه، الحمد مطلق.

قوله رحمه الله: «حَمْدًا يَفْضُلُ»؛ يعني: يزيد على كل حمد، فالحمد الكامل المطلق لله سبحانه وتعالى.

قوله رحمه الله: «حَمْدًا يَفْضُلُ عَلَى كُلِّ حَمْدٍ، كَفَضْلِ اللهِ عَلَى خَلْقِهِ»؛ يعني: أنه سبحانه يستحق الحمد، والحمد اللائق به يفضل على كل حمد؛ كفضله - سبحانه - على خلقه.

قوله رحمه الله: «وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ»؛ لذلك ثنى بالشهادتين - شهادة أن لا إله إلا الله، وشهادة أن محمدًا رسول الله - بعد الحمد، «أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ»؛ أي: أقر وأعترف ظاهرًا وباطنًا أنه لا يستحق العبادة، إلا الله سبحانه وتعالى.


الشرح

([1]انظر: تهذيب اللغة (4/ 250)، ومقاييس اللغة (2/ 100)، ولسان العرب (3/ 155).