والحمد هو الثناء على المنعم بنعمه؛ يُحمد على نعمه، ويُحمد لذاته - سبحانه
- يُحمد لأسمائه وصفاته، يُحمد لأفعاله جل وعلا؛ فهو المحمود على كل حال، له الحمد
كله، وله الشكر كله؛ لأن ﴿وَمَا
بِكُم مِّن نِّعۡمَةٖ فَمِنَ ٱللَّهِۖ﴾ [النحل: 53] ([1]).
فهو الذي يحمد
سبحانه وتعالى الحمد المطلق، وأما الحمد المقيد، فيُحمد الله على حسب إنعامه ومعروفه،
لكنه مقيد، أما الحمد المطلق، فهو لله، فإذا قيل: الحمد لله، فالألف واللام
للاستغراق؛ أي: جميع المحامد لله عز وجل.
و ﴿ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ﴾ [الفاتحة: 2]،
فاتحة الكتاب، فاتحة القرآن، أول سورة في المصحف سورة الفاتحة مبدوءة بـ ﴿ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ﴾.
قوله رحمه الله: «الحَمْدُ للهِ أَهْلُ الحَمْدِ
وَمُسْتَحِقِّهِ»، هو أهل الحمد - سبحانه - ومستحق الحمد على فضله وإحسانه،
الحمد مطلق.
قوله رحمه الله: «حَمْدًا يَفْضُلُ»؛ يعني: يزيد على كل
حمد، فالحمد الكامل المطلق لله سبحانه وتعالى.
قوله رحمه الله: «حَمْدًا يَفْضُلُ عَلَى كُلِّ حَمْدٍ،
كَفَضْلِ اللهِ عَلَى خَلْقِهِ»؛ يعني: أنه سبحانه يستحق الحمد، والحمد اللائق
به يفضل على كل حمد؛ كفضله - سبحانه - على خلقه.
قوله رحمه الله: «وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ»؛ لذلك ثنى بالشهادتين - شهادة أن لا إله إلا الله، وشهادة أن محمدًا رسول الله - بعد الحمد، «أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ»؛ أي: أقر وأعترف ظاهرًا وباطنًا أنه لا يستحق العبادة، إلا الله سبحانه وتعالى.
([1]) انظر: تهذيب اللغة (4/ 250)، ومقاييس اللغة (2/ 100)، ولسان العرب (3/ 155).