قوله رحمه الله: «لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ»؛ أي: لا معبود بحقٍّ إلا الله سبحانه، وأما
ما عداه من المعبودات، فهي معبودةٌ بالباطل: ﴿ذَٰلِكَ
بِأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدۡعُونَ مِن دُونِهِۦ هُوَ ٱلۡبَٰطِلُ
وَأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡعَلِيُّ ٱلۡكَبِيرُ﴾ [الحج: 62]، فجميع
المعبودات تبطلها كلمة «لا إله إلا الله».
قوله رحمه الله: «وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ
وَحْدَهُ»، هذا تأكيد للإثبات؛ إلا الله وحده.
وقوله رحمه الله:
«لاَ شَرِيكَ لَهُ» تأكيد للنفي.
قوله رحمه الله: «شَهَادَةَ قَائِمٍ للهِ بِحَقِّهِ»، «شَهادةَ»؛ أي: أشهد «شَهَادَةَ قَائِمٍ للهِ بِحَقِّهِ»، ما
يكفي أنك تتلفظ بالشهادة، أو تقول: لا إله إلا الله؛ حتى تؤدي حق لا إله إلا الله،
وهو عبادة الله وحده لا شريك له.
أما من يشهد أن لا
إله إلا الله، أو يقول: «لا إله إلا الله»
بلسانه، لكنه يدعو غير الله، فهذا لم يقم بحق «لا إله إلا الله».
كذلك من يشهد أن لا
إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، ولا يصلي، أو لا يزكي، أو لا يصوم رمضان، أو
لا يحج حجة الإسلام، وهو يستطيع، فهذا لم يقم بحق لا إله إلا الله؛ لأن لا إله إلا
الله لها حقوق، ما هي مجرد كلام لفظٍ يقال باللسان، لها حقوق لا بد أن تؤدى.
ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَيُؤْمِنُوا بِي، وَبِمَا جِئْتُ بِهِ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ، عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ، وَأَمْوَالَهُمْ إِلاَّ بِحَقِّهَا، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللهِ» ([1])، فإذا منعوا شيئًا من حقها، فإنهم لا يعصمون دماءهم ولا أموالهم؛ لأنها لا تكفي بالتلفظ فقط بدون الإتيان بحقها، وهو العمل الصالح؛ من صلاة،
([1]) أخرجه: البخاري رقم (25)، ومسلم رقم (21).