×
شرح عمدة الفقه الجزء الأول

 وصيام، وزكاة، وحج، وعمرة، وطاعة لله، وطاعة للرسول صلى الله عليه وسلم، ليست شهادة أن لا إله إلا الله مجرد لفظ، ثم يفعل الإنسان ما يشاء مما يخالف هذه الكلمة.

قوله رحمه الله: «وَأَشْهَدَ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ»، بعد شهادة أن لا إله إلا الله يشهد أن محمدًا - محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشمي القرشي - أنه رسول الله، رسول الله أرسله الله بدعوة إلى عبادة الله؛ أنه لا شريك له، أرسله رسولاً إلى الناس كافة، إلى العالمين.

كان النبي يبعث إلى قومه خاصة، وهذا الرسول صلى الله عليه وسلم بُعث إلى الناس كافة ([1])؛ فهو خاتم النبيين، لا نبي بعده إلى أن تقوم الساعة؛ لأن الناس بعد الرسول صلى الله عليه وسلم ليسوا بحاجة إلى رسول، كفت رسالة محمد صلى الله عليه وسلم، فليسوا بحاجة إلى رسولٍ من بعده، ولا إلى شريعةٍ بعد شريعة الإسلام؛ فهي صالحة لكل زمان ومكان.

والله أمره أن يقول: ﴿قُلۡ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنِّي رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيۡكُمۡ جَمِيعًا [الأعراف: 158].

قوله: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ جميع الناس.

قوله: ﴿إِنِّي رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيۡكُمۡ جَمِيعًا؛ فهو مبعوثٌ إلى الناس كافة «الجن، والإنس، والثقلين، والعرب، والعجم»، لا يسع أحد أن يخرج عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم، من خرج عنها فهو كافر.

قوله رحمه الله: «وَأَشْهَدَ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ»، «عبده» نفي للغلو في حقه صلى الله عليه وسلم، أنه ليس بإله ولا رب، وإنما هو عبد من عبيد الله جل وعلا، من عباد الله، وهذا شرفٌ له صلى الله عليه وسلم.


الشرح

([1]أخرجه: البخاري رقم (335)، ومسلم رقم (521).