×
شرح عمدة الفقه الجزء الأول

قوله رحمه الله: «عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ»، هذا نفي للتفريط في حقه صلى الله عليه وسلم، وردٌّ على الذين ينكرون رسالته، أو يقولون: هو رسول إلى العرب فقط، أو رسول لأهل زمانه فقط، فهؤلاء لم يشهدوا أن محمدًا رسول الله.

قوله رحمه الله: «غَيْرَ مُرْتَابٍ فِي صِدْقِه»؛ يعني: أنا المؤلف شهدت هذه الشهادة للرسول غير مرتاب من غير شك، ولا تردد في صدقه صلى الله عليه وسلم، فمن شك في صدق الرسول صلى الله عليه وسلم، فهو كافر، ولهذا من معاني شهادة أن محمدًا رسول الله: تصديقه فيما أخبر. فمن كذّبه بشيء، فإنه كافر؛ فهو الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم: ﴿وَمَا يَنطِقُ عَنِ ٱلۡهَوَىٰٓ ٣إِنۡ هُوَ إِلَّا وَحۡيٞ يُوحَىٰ ٤ [النجم: 3، 4]، ﴿وَمَآ ءَاتَىٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَىٰكُمۡ عَنۡهُ فَٱنتَهُواْۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۖ إِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ [الحشر 7]؛ ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤۡمِنٖ وَلَا مُؤۡمِنَةٍ إِذَا قَضَى ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥٓ أَمۡرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ ٱلۡخِيَرَةُ مِنۡ أَمۡرِهِمۡۗ وَمَن يَعۡصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَقَدۡ ضَلَّ ضَلَٰلٗا مُّبِينٗا[الأحزَاب: 36]، فهذا الرسول صادق فيما بلغ من رسالة ربه، لم يجحد منها شيئًا، ولم يكتم منها شيئًا، بل بلغ البلاغ المبين صلى الله عليه وسلم.

قوله رحمه الله: «صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ»، لما شهد أن محمدًا رسول الله، صلى عليه؛ يعني: دعا له؛ لأن الصلاة من المخلوقين: الدعاء، فهو يدعو للرسول صلى الله عليه وسلم، ويسأل من الله أن يصلي عليه، الصلاة من الله: ثناؤه على عبده في الملأ الأعلى، الصلاة تكون من الله على عبده، وتكون من الملائكة: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَٰٓئِكَتَهُۥ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِيِّۚ [الأحزاب: 56]، وتكون من الناس، الصلاة من الله: ثناؤه على عبده في الملأ الأعلى؛ يعني: في الملائكة، الصلاة من الملائكة الاستغفار، يستغفرون لمن في الأرض، والصلاة من الناس هي الدعاء؛ تدعو له بالسلامة من كل سوء ومن كل مكروه.


الشرح