قوله رحمه الله: «وَإِنِ اشْتَبَهَ مَاءٌ طَاهِرٌ بِنَجِسٍ»؛ عنده إناءان، واحد فيه
ماء طاهر غير طهور، والثاني فيه الطهور، ماذا يعمل هذا؟ يستعمل الاثنين، ويتوضأ من
الاثنين؛ إما يأخذ من هذا غرفة ومن هذا غرفة، وإما يتوضأ من أحدهما وضوءًا كاملاً،
ثم يتوضأ من الآخر؛ لأنه حينئذٍ يتيقن أنه استعمل الطهور، ويرتفع حدثه؛ لأنه
استعمل الطهور بيقين.
وأما استعماله
للطاهر، فلا يؤثر؛ لأنه ما ينجسه؛ ولا ينجس ثوبه؛ لأنه «طاهر».
قوله رحمه الله: «وَإِنِ اشْتَبَهَ مَاءٌ طَاهِرٌ بِنَجِسٍ،
وَلَمْ يَجِدْ غَيْرَهُمَا تَيَمَّمَ وَتَرَكَهُمَا، وَإِنِ اشْتَبَهَ طَهُوْرٌ
بِطَاهِرٍ»، إن اشتبه ماء طهور بنجس، ماء طهور اشتبه بنجس، ماذا يعمل؟ عنده
إناء فيه ماء طهور، وإناء ثان فيه ماء نجس، وكلاهما لونه لم يتغير، ماذا يعمل؟
هذا كالعادم للماء،
يتيمم؛ «تَيَمَّمَ وَتَرَكَهُمَا»؛
لأن التيمم ينوب أو يقوم مقام الطهارة بالماء؛ لأنه كالعادم للماء، والله جل وعلا
قال: ﴿فَلَمۡ تَجِدُواْ مَآءٗ
فَتَيَمَّمُواْ﴾ [النساء: 43].
قوله رحمه الله: «وَإِنِ اشْتَبَهَ طَهُوْرٌ بِطَاهِرٍ
تَوَضَّأَ مِنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا» عرفنا المسألتين، إذا «اشْتَبَهَ طَهُوْرٌ بِطَاهِرٍ»، الأمر
سهل، يتوضأ منهما جميعًا، إذا اشتبه طهور بنجس، فإنه يتجنبهما، ويتيمم.
قوله رحمه الله: «وَإِنِ اشْتَبَهَتْ ثِيَابٌ طَاهِرَةٌ بِنَجِسَةٍ»، هذه مسألة ثانية من الاشتباهات، عنده ثياب بعضها طاهر، وبعضها نجس، ولا يدري أيهما الطاهر؟ ما يدري أيهما الطاهر من النجس، وهو يريد أن يصلي، يريد ثوبًا يصلي فيه، ماذا يعمل؟