وتُغْسَلُ نَجَاسَةُ
الْكَلْبِ وَالْخِنْزِيْرِ سَبْعًا، إِحْدَاهُنَّ بِالتُّرَابِ ([1])، وَيُجْزِئُ فِيْ سَائِرِ
النَّجَاسَاتِ ثَلاثٌ مُنْقِيَةٌ، فَإِنْ كَانَتْ عَلَى الأَرْضِ فَصَبَّةٌ
وَاحِدَةٌ تَذْهَبُ بِعَيْنِهَا؛ لِقَوْلِ رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
«صُبُّوْا عَلىَ بَوْلِ الأَعْرَابِيِّ ذَنُوْبًا مِنْ مَاءٍ» ([2]).
**********
الشرح
قوله رحمه الله: «وتُغْسَلُ نَجَاسَةُ الْكَلْبِ
وَالْخِنْزِيْرِ»، انتهينا من زوال الحدث، انتهينا من الوضوء والاغتسال، ننتقل
إلى إزالة النجاسة، وهي التي تسمى النجاسة الحكمية؛ لأن النجاسة على قسمين: نجاسة
معنوية، ونجاسة حكمية.
النجاسة المعنوية: مثل الشرك؛ قال
الله جل وعلا: ﴿إِنَّمَا ٱلۡمُشۡرِكُونَ
نَجَسٞ﴾ [التوبة: 28]، هذه نجاسة معنوية، ما هي بحكمية، نجاسة
معنوية لا يطهرها إلا التوحيد؛ «شهادة أن
لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله».
النجاسة الحكمية: هي التي تصيب
المحل الطاهر؛ مثل: ثوب أصابه نقطة من البول، هذه الحكمية.
هنا قسم ثالث، وهي النجاسة العينية، النجاسة العينية التي لا يمكن تطهيرها، مثل: نجاسة الكلب، هذا نجس نجاسة عينية، لا يمكن تطهير الكلب، ولو تغسله بماء البحر كله ما طهر؛ لأنه نجس العين، وكذلك الخنزير، هذه نجاسة عينية، ما يمكن تطهيرها، إنما التطهير للنجاسة المعنوية بالتوحيد، أو النجاسة الحكمية بالماء: يغسل بالماء.