×
شرح عمدة الفقه الجزء الأول

 ثُمَّ يَرْفَعُ نَظَرَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَيَقُوْلُ: أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيْكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ ([1]). وَالْوَاجِبُ مِنْ ذلِكَ النِّيَّةُ، وَالْغَسْلُ مَرَّةً مَرَّةً، مَا خَلا الْكَفَّيْنِ، وَمَسْحُ الرَّأْسِ كُلِّهِ.

**********

الشرح

قوله رحمه الله: «ثُمَّ يَرْفَعُ نَظَرَهُ إِلَى السَّمَاءِ»، فإذا فرغ من وضوئه، فإنه يرفع بصره إلى السماء، لماذا يرفع بصره إلى السماء؟ إشارة إلى العلو، هذا من أدلة أهل السنة والجماعة على إثبات علو الله على عرشه، أما المؤوِّلة، فيقولون: يرفع رأسه إلى السماء لأنها «قبلة الداعي»، هل هناك قبلة غير الكعبة؟! ليس للمسلمين قبلة غير الكعبة، فهذا من الكذب والتخرص الذي ما أنزل الله به من سلطان، وهم يتهربون من وصف الله بالعلو - نعوذ بالله!

رفع بصره إلى السماء، ثم قال: «أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنَ التَّوَّابِينَ، وَاجْعَلْنِي مِنَ المُتَطَهِّرِينَ» ([2])، هذا مستحب، هذا الذكر مستحب بعد الوضوء.

ما المناسبة؟

المناسبة: أن يجمع بين الطهارة من الحدث بالوضوء، والطهارة من الشرك بالشهادتين، يجمع بين الطهارتين - الطهارة من الحدث، والطهارة من الشرك - بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، فإذا قال ذلك بعد الوضوء، فإنه يكون قد تطهر،


الشرح

([1]أخرجه: مسلم رقم (234).

([2]أخرجه: الترمذي رقم (55).