فَإِذَا اسْتَمَرَّ بِهَا
الدَّمُ فِيْ الشَّهْرِ الآخَرِ، فَإِنْ كَانَتْ مُعْتَادَةً، فَحَيْضُهَا
أَيَّامُ عَادَتِهَا وَإِنْ لَمْ تَكُنْ مُعْتَادَةً وَكَانَ لَهَا تَمْيِيْزٌ -
وَهُوَ أَنْ يَكُوْنَ بَعْضُ دَمِهَا أَسْوَدَ ثَخِيْنًا، وَبَعْضُهُ أَحْمَرَ
رَقِيْقًا - فَحَيْضُهَا زَمَنُ الأَسْوَدِ الثَّخِيْنِ.
**********
الشرح
قوله رحمه الله: «فَإِذَا اسْتَمَرَّ بِهَا الدَّمُ فِيْ
الشَّهْرِ الآخَرِ، فَإِنْ كَانَتْ مُعْتَادَةً، فَحَيْضُهَا أَيَّامُ عَادَتِهَا.
وَإِنْ لَمْ تَكُنْ مُعْتَادَةً وَكَانَ لَهَا تَمْيِيْزٌ»، لما فرغ المؤلف
رحمه الله من بيان أحكام الحيض، انتقل إلى بيان أحكام الاستحاضة، والاستحاضة هي:
خروج الدم في غير أوقات الحيض من عرقٍ في أعلى الرحم، يُسمى العاذل، وهو نزيف،
وليس حيضًا، فهذا لها معه ثلاث حالات:
الحالة الأولى: أن تكون تعرف
عادتها في الحيض، فإذا كانت تعرف عادتها، فإنها تجلس أيام العادة، ثم إذا انتهت،
تغتسل من الحيض، وتعتبر هذا الدم ليس حيضًا، تُصلي فيه وتصوم، هذا يُسمى
بالاستحاضة، ما زاد عن العادة معروف.
الحالة الثانية: إذا لم يكن لها
عادة؛ كأن تكون مُبتدأة، أو لها عادة ونسيتها، فحينئذٍ تنظر في الدم، فإن كانت فيه
إحدى صفات الحيض، فإنها تعتبر ما فيه صفة الحيض حيضًا، وهذا ما يسمى بالتمييز،
تكون مميزة بدم الحيض عن دم الاستحاضة، فتجلس أيام التمييز.
والحيض يتميز عن
الاستحاضة بثلاث صفات:
الصفة الأولى: أن يكون دمًا ثخينًا، ودم الاستحاضة يكون سائلاً رقيقًا.