×
شرح عمدة الفقه الجزء الأول

كِتَابُ الصَّلاةِ

**********

رَوَى عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهَ صلى الله عليه وسلم يَقُوْلُ: «خَمْسُ صَلَوَاتٍ كَتَبَهُنَّ اللهُ عَلَى الْعِبَادِ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ، فَمَنْ حَافَظَ عَلَيْهِنَّ، كَانَ لَهُ عِنْدَ اللهِ عَهْدٌ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، وَمَنْ لَمْ يُحَافِظْ عَلَيْهِنَّ، لَمْ يَكُنْ لَهُ عِنْدَ اللهِ عَهْدٌ، إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ، وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُ» ([1]).

**********

الشرح

وقوله رحمه الله: «كِتَابُ الصَّلاةِ»، انتهى من كتاب الطهارة، انتقل إلى الصلاة؛ لأن الطهارة شرط لصحة الصلاة، فكل ما سبق، فهو اشتغال بهذا الشرط، وهو الطهارة: بالمياه، إزالة النجاسات، الوقت... إلى آخره، هذه كلها شرط للصلاة...، الآن فرغنا من شرط الصلاة، ننتقل إلى الصلاة.

والصلاة عبادة عظيمة تأتي بعد الشهادتين، فرضها الله سبحانه وتعالى على عباده بواسطة رسوله صلى الله عليه وسلم حينما عُرج به إلى السماء، فإن الله سبحانه وتعالى كلمه، وأوجب عليه الصلوات الخمس ليلة المعراج قبل الهجرة ([2])، وصلى بمكة صلى الله عليه وسلم، وصلى المسلمون بمكة قبل الهجرة، ثم هاجر صلى الله عليه وسلم، فالصلاة تأتي بعد الشهادتين؛ كما في حديث معاذ رضي الله عنه لما بعثه صلى الله عليه وسلم إلى اليمن،


الشرح

([1]أخرجه: أبو داود رقم (1420)، والنسائي رقم (318)، والدارمي رقم (1618).

([2]أخرجه: البخاري رقم (349)، ومسلم رقم (162).