قال: «إِنَّكَ سَتَأْتِي قَوْمًا أَهْلَ كِتَابٍ، فَإِذَا جِئْتَهُمْ،
فَادْعُهُمْ إِلَى أَنْ يَشْهَدُوا أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَنَّ
مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لَكَ بِذَلِكَ، فَأَخْبِرْهُمْ
أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ،
فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لَكَ بِذَلِكَ، فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ
عَلَيْهِمْ صَدَقَةً تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ فَتُرَدُّ عَلَى
فُقَرَائِهِمْ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لَكَ بِذَلِكَ، فَإِيَّاكَ وَكَرَائِمَ
أَمْوَالِهِمْ وَاتَّقِ دَعْوَةَ المَظْلُومِ، فَإِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ
اللَّهِ حِجَابٌ» ([1]).
والشاهد من هذا: أن الصلاة هي
الركن الثاني من أركان الإسلام، وهي آكد أركان الإسلام العملية بعد الشهادتين، وهي
عمود الإسلام؛ كما في الحديث: «رَأْسُ
الأَْمْرِ الإِْسْلاَمُ، وَعَمُودُهُ الصَّلاَةُ، وَذُرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهَادُ
فِي سَبِيلِ اللَّهِ» ([2])، فهي عمود الإسلام،
فإذا لم يكن هناك صلاة لم يكن هناك إسلام؛ مثل: البيت إذا لم يكن له عمود، لا يقوم
البيت، البيت لا يقوم إلا على عمود، وعمود الإسلام الصلاة، فهي عمود الإسلام، وهي
أول ما يحاسب عنه العبد يوم القيامة من عمله، فإن قُبلت، قُبل سائر عمله، وإن
رُدت، رُد سائر عمله، والله جل وعلا قال: ﴿ٱتۡلُ
مَآ أُوحِيَ إِلَيۡكَ مِنَ ٱلۡكِتَٰبِ وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَۖ إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ
تَنۡهَىٰ عَنِ ٱلۡفَحۡشَآءِ وَٱلۡمُنكَرِۗ وَلَذِكۡرُ ٱللَّهِ أَكۡبَرُۗ وَٱللَّهُ
يَعۡلَمُ مَا تَصۡنَعُونَ﴾ [العنكبوت: 45].
فالصلاة فيها
فائدتان عظيمتان:
الفائدة الأولى: أنها تنهى عن الفحشاء والمنكر، الذي يُحافظ على الصلاة ينتهي عن الفحشاء والمنكر.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (737)، ومسلم رقم (19).