والفائدة الثانية: أنها فيها ذكر الله جل
وعلا؛ بالقيام، والركوع والسجود، والتكبير والتسبيح والدعاء، فهي فيها ذكر الله: ﴿وَلَذِكۡرُ ٱللَّهِ
أَكۡبَرُۗ﴾ [العنكبوت: 45]، أكبر من النهي عن الفحشاء والمنكر، فهي
ذكر لله سبحانه وتعالى، فهي أول ما يحاسب عنه العبد يوم القيامة من عمله، فمن
تركها جاحدًا لوجوبها، فهو كافر بإجماع المسلمين، حتى لو صلى، وهو يقول: لا، أنا
أصلي، لكن الصلاة ما هي بفريضة، هي نافلة، ما هي فريضة. يجحد فرضيتها، هذا لو صلى،
فهو كافر؛ لأنه مُكذب لله ولرسوله، وإجماع المسلمين، فهي من المعروف من الدين
بالضرورة، الذي يجحد وجوبها يكفر بإجماع المسلمين، ولو صلى، لا بد أن يعترف
بوجوبها.
أما من تركها
تكاسلاً مع اعترافه بوجوبها، فالجمهور على أنه يكفر الكفر العملي، لا الكفر
الاعتقادي؛ الكفر الأصغر، والمحققون من أهل العلم يرون أنه يكفر الكفر المخرج من
الملة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «بَيْنَ
الْعَبْدِ، وَبَيْنَ الْكُفْرِ تَرْكُ الصَّلاَةِ» ([1])، وقوله صلى الله
عليه وسلم: «العَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا
وَبَيْنَهُمُ الصَّلاَةُ، فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ» ([2])، إلى غير ذلك من
الأحاديث.
فمن تركها متعمدًا حتى خرج وقتها، فإنه يكفر، فعليه أن يتوب إلى الله، ويدخل في الإسلام من جديد؛ لأن ترك الصلاة تعمدًا ردة، أما لو تركها ناسيًا أو جاهلاً، فهذا لا يكفر، لكن يُصليها، إذا ذكر، يصليها قضاء: «مَنْ نَسِيَ صَلاَةً، أو نَامَ عَنْهَا، فَكَفَّارَتُهَا أَنْ يُصَلِّيَهَا إِذَا ذَكَرَهَا» ([3])، ولم يذكر تركها عمدًا، إنما تركها نسيانًا، أو نومًا غلب عليه، «فَكَفَّارَتُهَا أَنْ يُصَلِّيَهَا إِذَا ذَكَرَهَا».
([1]) أخرجه: مسلم رقم (82) بنحوه.