وأما صفة الصلاة المجزئة: فهي المشتملة على الأركان
والواجبات، هذه الصفة المجزئة.
قوله رحمه الله: «وَإِذَا قَامَ إِلَى الصَّلاةِ، قَالَ:
اللهُ أَكْبَرُ»؛ إذا قام إلى الصلاة، أول شيء يقوم؛ لأن القيام في الفريضة
ركن: ﴿وَقُومُواْ لِلَّهِ
قَٰنِتِينَ﴾ [البقرة: 238]، وقال صلى الله عليه وسلم في حديث عمران
بن حصين رضي الله عنه: «صَلِّ قَائِمًا،
فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ» ([1])، فالفريضة لا بد
فيها من القيام، ما دام أنه يقدر على القيام، هذا ركن من أركان الصلاة، فأول شيء
من أركان الصلاة القيام، والركن الثاني تكبيرة الإحرام، فلو دخل فيها من غير
تكبيرة الإحرام، لم تنعقد؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «تَحْرِيمُهَا التَّكْبِيرُ، وَتَحْلِيلُهَا التَّسْلِيمُ» ([2])، فلو دخل فيها من
غير تكبير، لم تنعقد، وإن خرج منها من غير تسليم، لم تصح، فتكبيرة الإحرام ركن من
أركان الصلاة، كان صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة استقبل القبلة وكبر،
وقال للمسيء في صلاته: «اسْتَقْبِلِ
القِبْلَةَ وَكَبِّرْ» ([3]).
تكبيرة الإحرام هي
تحريمة الصلاة، سميت تكبيرة الإحرام؛ لأنه إذا كبر، حُرمت عليه أشياء في الصلاة
كانت مباحة له قبل ذلك؛ كما أن الإحرام بالحج، أو العمرة سُمي إحرامً؛ لأنه يحرم
على من دخل فيهما أشياء كانت مباحة قبل الإحرام.
قوله رحمه الله: «قَالَ: اللهُ أَكْبَرُ»، يقول: «الله أكبر»، هذا الذي ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم، قال: «إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلاَةِ فَكَبِّرْ»، فلا يجزئ غير «الله أكبر»، من سائر الأذكار لا يجزئ أن تقول: «سبحان الله»،
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1117).