قوله رحمه الله: «ثُمَّ يَتَشَهَّدُ وَيُسَلِّمُ»، يتشهد! هذا مرجوح، ما يتشهد، يكفي
التشهد الأول، يسجد سجدتين ويسلم في الحال، ولا يتشهد، ما يكرر التشهد.
قوله رحمه الله: «وَلَيْسَ عَلَى الْمَأْمُوْمِ سُجُوْدُ
سَهْوٍ»، المأموم يسجد في أحوال، المأموم إن دخل مع الإمام في أول الصلاة،
فليس عليه سجود سهو؛ يتحمل الإمام، المأموم إن دخل مع الإمام في أول الصلاة، وحصل
عليه سهو خاص به، فإن الإمام يتحمله عنه، ولا يسجد، أما إن دخل في الصلاة في أثناء
الصلاة، صار مسبوقًا، ثم حصل منه سهو مع الإمام، أو بعد الإمام، بعدما قام يقضي
سها، فهذا يسجد للسهو، ولا يتحمله الإمام.
قوله رحمه الله: «إِلاَّ أَنْ يَسْهُوَ إِمَامُهُ، فَيَسْجُدُ
مَعَهُ»، حتى المأموم لو ما سها، وإنما الذي سها الإمام، يسجد مع الإمام؛
تبعًا للإمام: «إِنَّمَا جُعِلَ الإِمَامُ
لِيُؤْتَمَّ بِهِ» ([1]).
قوله رحمه الله: «وَمَنْ سَهَا إِمَامُهُ، أو نَابَهُ أَمْرٌ
فِيْ صَلاتِهِ، فَالتَّسْبِيْحُ لِلرِّجَالِ، وَالتَّصْفِيْقُ لِلنِّسَاءِ»،
إذا حصل سهو في أثناء الصلاة، وهم يصلون - مثلاً - الإمام قام، ولم يتشهد، الإمام
نسي ركعة - مثلاً - ماذا يقول الذين ينبهونه؟ ينبهونه بما ورد في الحديث: «مَا لِي رَأَيْتُكُمْ أَكْثَرْتُمُ
التَّصْفِيقَ، مَنْ رَابَهُ شَيْءٌ فِي صَلاَتِهِ، فَلْيُسَبِّحْ فَإِنَّهُ إِذَا
سَبَّحَ التُفِتَ إِلَيْهِ، وَإِنَّمَا التَّصْفِيقُ لِلنِّسَاءِ» ([2])، فيسبح الرجال
يقولون: «سبحان الله، سبحان الله»؛
حتى يتنبه الإمام، والنساء لا تتكلم، بل تصفق بكفها على الأخرى، هكذا أمر الرسول
صلى الله عليه وسلم، هذا التنبيه.
**********
([1]) أخرجه: البخاري رقم (688)، ومسلم رقم (412).
الصفحة 11 / 1246