ثم دخل وقت الأولى بعدما
رحل، فإنه يؤخر الأولى، ويصليها مع الثانية جمع تأخير، هكذا سنة الرسول صلى الله
عليه وسلم في الجمع في السفر.
قوله رحمه الله: «وَيَجُوْزُ الْجَمْعُ لِلْمُسَافِرِ
الَّذِيْ لَهُ الْقَصْرُ»؛ يعني: يشترط لجمع المسافر شروط:
الشرط الأول: أن يباح له القصر،
فإذا لم يبح له القصر، لا يجوز له الجمع في الصلاة.
قوله رحمه الله: «وَيَجُوْزُ الْجَمْعُ فِي الْمَطَرِ بَيْنَ
الْعِشَاءَيْنِ خَاصَّةً»، النوع الثاني من أنواع الجمع: الجمع بين
المغرب والعشاء في حالة المطر خاصة، وهو المطر الذي يبل الثياب، أو يُوجِد في
الطريق وحلاً - طينًا وماء - يشق على المصلين أن يذهبوا إلى المسجد، ففي هذه
الحالة يجمعون بين المغرب والعشاء رفعًا للحرج عنهم، وهذا خاص بالمغرب والعشاء،
فلا تجمع العصر مع الظهر في حال المطر، إلا على قول آخر، أما المذهب، فلا، المذهب
لا يجمع بين الظهر والعصر للمطر، إنما هذا خاص بالمغرب والعشاء؛ لأن الناس بحاجة
إلى الكنِّ في البيوت؛ لوجود الليل، وحاجتهم إلى البقاء في البيوت والمبيت فيها،
أما في النهار، فالناس يمشون ويروحون محلاتهم، وظائفهم، ما الحاجة إلى الجمع؟!
**********
الصفحة 7 / 1246